طلال سلمان

مهرجانات “عا مدْ النظر”!

شعب الكيف والسهر، واصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب، يمضي صيفاً خالياً من الكدر.. وتمتد مهرجانات الصيف من مراكز الاصطياف المعروفة إلى كل عواصم المحافظات ومراكز الاقضية والعديد من “البلدات المجهولة” متسلقة الجبال والتلال، مفيدة من “الموسم”.

صار لكل مدينة او بلدة او قرية مهرجانها الذي ينافس مهرجانات بعلبك وبيت الدين..

وانهمك المطربون والمطربات في ترتيب مواعيد حتى لا يتضارب توقيت هذا المهرجان مع توقيت ذلك، او حيث يمكن التنقل في الليلة ذاتها، بين مهرجانين او أكثر.

ظهرت أسماء جديدة للمطربين والمطربات والراقصات، تماما مثلها مثل البلدات التي دخلت عالم المهرجانات غير هيابة.. “ولا أحد يحب الطرب اكثر منا .. أما الدبكة فنحن ملوكها!”

صحيح أن البلاد بلا حكومة، ومجلس النواب المنتخب حديثا بالصوت التفضيلي مخادعة للناخبين في امر النظام النسبي، لم ينجح بعد، عبر كتله المؤتلفة والتجمعات النيابية، وزعامات الطوائف والمذاهب، إلى صيغة ملائمة للجميع: دولاً عظمى، اجنبية وعربية، وجبهات نيابية متنافرة، داخل الطائفة الواحدة غالباً.

وصحيح أن البلاد تعاني من ازمة اقتصادية خانقة شملت، في ما شملت، المصارف ذاتها التي وجدت من يتلاعب بها كما تتلاعب بالمودعين اشفاقا عليها من “الدوخة” وهم يراجعون تناقص فوائدهم على الدولار حتى اذا اطمأنوا ثبات الليرة نتيجة الدعم المفتوح بإشراف مصرف لبنان، حولوا بعض أرصدتهم اليها..

لكن الصحيح أن شعب الكيف يحب الحياة، ومستعد لان ينفق على كيفه كل ما يمكنه أن يستدينه من المصرف او من اهله او من جيرانه ولو بفائدة عالية..

وهي حياة واحدة، تعيشها لمرة واحدة، فعشها كما ترغب وتحب وتشتهي!

 

Exit mobile version