يخطئ من يظن أن لبنان دولة صغيرة بمساحتها وبعديد شعبها الذي يملأ الدنيا فرحاً وتجارة وشطارة وفرحاً وغناء وتهريباً وحشيشة كيف وكبتاغون وصولاً إلى “الابيض” الذي يوزن بالغرامات وليس بالكيلو او بالرطل..
إن لبنان اكبر من العالم.. وقديماً قال بعض شعراء الزجل: “من قبل ما كان الكون كنا هون”..
أما اليوم فان لبنان الذي عدد سكانه اقل من حي في باريس او لندن او القاهرة، فضلاً عن نيويورك، يشهد موجة عارمة من مهرجانات الصيف..
ومهرجانات الصيف في لبنان كانت تقام عادة في بعض مراكز السياحة والاصطياف، ثم اخذت تتزايد عدداً وتنحدر نوعاً مع مرور السنين..
وهكذا فان هذا الصيف يزدحم بأكثر من ستين مهرجاناً وحفلات طرب تتوزع بين مختلف المدن والقصبات والبلدات والقرى، وبينها من لا يعرفها غير اهلها..
شعب “طريب” خلي البال من الهموم والمتاعب ومخاطر الافلاس.. حكومته لا تستطيع انجاز موازنتها، فان هي استطاعت كان العجز هو الرقم الصعب فيها، وأجياله الجديدة يعرفون انهم لن يجدوا فرص عمل في بلادهم ولكنهم يحاولون الحصول على تأشيرة هجرة قبل أن يفرحوا بنيل شهادات تخرجهم..
ستون مهرجان فرح وطرب ورقص ودبكة في بلاد لا يجد مواطنها ما يؤمن به مستقبله، مهما تراكمت شهاداته العليا التي نالها من أخطر الجامعات في الخارج اضافة إلى الداخل..
شعب يحب الفرح ولو على قاعدة “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”.
الحياة حلوة ولو أمضيتها في دفع استحقاقات الديون!