طلال سلمان

من فوائد الانتفاضة..

حققت الانتفاضة الشعبية الرائعة التي يعيشها لبنان منذ 17 تشرين الاول الماضي، ربما من دون قصد، مجموعة من الاهداف بينها:

ـ أن اللبنانيين “شعب” واحد وليس تجمعاً عشوائياً لطوائف عدة ومذاهب أكثر عدداً، بعضهم يتحدر من شعوب ما قبل التاريخ كالحيثيين او الاشوريين فضلاً عن الاتراك والعجم والسريان اضافة إلى الفينيقيين والكلدان..

ـ فكل شعب في العالم اصوله متعددة لكن الوطن يصهرها جميعاً في شعب واحد به يبدأ تاريخ الوطن الواحد والشعب الذي تذوب فيه الطوائف والقبائل والعشائر ومختلف الوافدين، بحيث يصير للجميع حاضر واحد ومستقبل واحد في وطن واحد.

ـ وحين تلاقى المتظاهرون الساخطون على السلطة في الميادين اكتشفوا أن الرغيف هو ركيزة الوطن ودولته، وصحيح أن “حب الوطن من الايمان” لكن “الجوع كافر”، وهذا ما دفع بربع الشعب اللبناني إلى مغادرة وطن الارز في مطاردة شاقة للرغيف ومستقبل أفضل لأبنائه ببيع عرق الجبين لأوطان الآخرين عله بذلك يستطيع أن يوفر لهم فرصة الحياة بكرامة.

ـ قبل مائة عام، أي بعد الحرب العالمية الأولى ومع انهيار السلطنة وابتداع الكيان اللبناني “هج” العديد من ابناء “المتصرفية” إلى المغتربات، اميركا اللاتينية البرازيل والأرجنتين وما جاوروهما اساسا، وقبل اكتشاف الولايات المتحدة بفائض مساحتها وخيراتها وفرص العمل فيها.

ـ ثم بعد “اكتشاف” الخليج، الكويت بداية والسعودية ثم دولة الامارات وقطر، قصدها الوف مؤلفة من اللبنانيين ليساهموا في بناء دولها وعمرانها مقابل أن يحسنوا شروط حياتهم في بلادهم، فحسنوا عمرانها وتجارتها وابتنوا بلدات وقرى اكثر اناقة.. ولعل بعضهم قد بنى قصوراً تصلح استراحات لمن كان يعمل لديهم ويستفيد من فائض الخير عليهم.

أما اليوم فالكل في الساحات سواء، لان انهيار الدولة سينهي اسطورة الازدهار وجنوح اللبنانيين إلى ترف الحياة في الملبس والمأكل والتعليم الخاص والمسكن الذي قد يبهر الآخرين ولكن ثمنه قد يغرق اهله في الديون.. ثمناً للمباهاة وهرباً من تهمة “الفقر”.

ولنعمل جميعاً على حماية هذه الانتفاضة المجيدة بأهدافها التي تجعلنا شعباً موحداً في وطن واحد يسعون معاً لبناء غدهم الافضل.

Exit mobile version