طلال سلمان

من بغداد المزهوة بالنصر في الموصل

… وأخيراً بغداد!

هل قدر عاصمة الرشيد الا تعرف الفرح، وان تبقى ابداً غارقة في احزانها وهي التي أعطت العرب بعض انصع أيامهم في التاريخ، حتى قال هارون الرشيد للغيوم التي عبرت بغداد ولم تسح مطرها فيها: “امطري حيث شئتِ فان خراجك سيعود الي..”؟!

بغداد اليوم مهيضة الجناح، محطومة القلب، وهي تتقدم بجنودها البواسل إلى النصر الحاسم على الدواعش جميعاً، فتحرر عاصمة الشمال، الموصل، التي، يجيئها الفرات نهري خير فيقسمانها إلى مدينتين تتوحدان فيه وعلى شاطئيه..

لقد عاد الوطن إلى عاصمته الثانية، وعادت الموصل إلى اهلها الذين كانوا دائماً اهلها، حفظة تاريخ الامجاد منذ قديم الازمان، والذين يخالط الاكثرية العربية فيها اقليات عرقية وان اختلفت الاعراق والاديان: أكراداً وسرياناً وازيديين وصابئة وكلداناً ـ اشوريين وسائر اصناف البشر الذين كانوا ـ في ما يزعمون ـ بداية الخلق..

يزهو العراقيون الذين لم يغادروا الحزن، عبر التاريخ، الا لماماً، بنصرهم الباهر الذي انجزه الجيش وقوى الامن ومختلف فروعه وتشكيلاته، ويرون في النصر بداية لنهاية المأساة التي عاشوا فيها معظم التاريخ، ولا سيما في عصر صدام حسين وحروبه التي لم تنته الا وقد تم تدمير العراق بالكامل..

فلقد تعامل الاحتلال الاميركي وكأن العراق هو عدوه وليس صدام حسين.. ولذلك دمر كل ما مر به من اسباب الحضارة الانسانية، ونهب المتحف، والآثار التي كتبت بها صفحات التاريخ القديم، وحطم الآثار التي لم يستطع حملها مؤكداً أن البلاد البلا تاريخ، الولايات المتحدة الاميركية، تكره التاريخ الذي خلا من ذكرها، واسقطها من سجلات المجد الانساني قبل ظهورها واحتلالها مركز الكون.

أهم ما في الانتصار أن الغلواء الطائفية والمذهبية آخذة في الانحسار.. فالنصر قد كتب بدماء العراقيين جميعاً، سنة وشيعة، عرباً وغير عرب،

وبالنصر يستعيد العراق دولته وفيها يستعيد العراقيون هويتهم التي لم يستطع الارهاب شطبها او تزويرها بأسلحة تجنيد الاطفال ونسف المدن على اهاليها وسبي النساء واغتصاب القاصرات.

..والتهنئة مؤجلة حتى اكتمال النصر وعودة العراق سالماً موحداً إلى اهله.

Exit mobile version