قال لي “نسمة” الذي لم تُعرف له مهنة الا الحب:
جلست اليه تحدثه عن حبيبها الذي استولدته رداً على إغارات جارتها ذات العشاق الكثر: اعجب ممن تستطيع أن تجمع بين رجلين. احس أن الدنيا اضيق من أن تتسع لحبي المفرد.. وأحسدك لأنك استطعت أن تقسو فتنسى. من أين يأتي النسيان؟
اجاب لكي يُنهي نقاشا يوجعه: النسيان كذبة. انه يختبئ تحت رموش العين، في قلب اللهفة عند سماع خطوات مجللة بصوتها. اعرف انها ستعود، لكنها لن تجدني. لقد غدوت غريبا، وصارت غريبة وان ظلت كامنة في بؤبؤ العين وخفقات القلب وعند شفا الاذنين. لكنها متى اتت لن تكون “هي” ولن تجدني “أنا”.
ثم استدرك فقال: ولكنني ما زلت انتظرها لأطمئن عليها.. وعلي!