طلال سلمان

مقارنة ظالمة

مرة كل أربع سنوات، يسهر العالم ليلة على الأقل، وأربع إلى خمس ليال، كما الحال هذه الأيام، في انتظار إعلان النتائج النهائية للإنتخابات الرئاسية، في الولايات المتحدة الأميركية.. بمن في ذلك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وكبار المسؤولين في الصين.

تتبدى هذه الإنتخابات محورية، فبعد أوباما الذي كان أول “ملون” يصل إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، انتقلت الرئاسة إلى دونالد ترامب، لتكشف حجم الفروقات داخل مجتمعات الدولة الأقوى في الكون…وها هو الرئيس المنتخب جو بايدن يختار لمنصب نائب الرئيس السيدة السمراء كامالا هاريس لتصبح أول إمرأءة تصل إلى هذا المنصب.

ملايين الأصوات، في الخمسين ولاية وأكثر، التي يختلف أهلها في أصولهم اختلافاً عظيماً، وإن كان لا يزال أكثرية المواطنين من أصول أوروبية، بريطانيا وفرنسا، إيطاليا واسبانيا، فضلاً عن أميركا الجنوبية والقارة الأفريقية، وثمة أقليات عربية من بلاد الشام وشمالي افريقيا، مع من تبقى من الهنود الحمر الخ…

إنها بلاد المهاجرين. تتميز عن سائر دول العالم بأن أهلها ليسوا في الأصل منها، بل جاؤوها من أربع أنحاء الدنيا فامتزجوا واقتتلوا، ثم تصالحوا، وسلم كل، بقبول الآخرين حيث لا فضل لمهاجر على آخر، فالكل انتماؤهم مستجد إلى “الارض الجديدة”.

لذلك فكل ما في الولايات المتحدة الأميركية مختلف عنه في أي بلد آخر. إن “شعوبها” التي حافظت، حتى بعد الاندماج، على الكثير من العادات والتقاليد التي حملتها معها من بلادها… وعلى هذا ففيها “مجتمعات” كثيرة يحكمها دستور واحد وقوانين متعددة – وان تكاملت في “محاسبة هذه الشعوب” التي تلاقت فيها على غير موعد، ومن خارج التوقع ليشكلوا أقوى دولة في العالم.

.. ويعجز أهل القرار في لبنان عن بناء دولة واحدة فيه ويصَرون على تقسيم ابنائه إلى رعايا ليظل الحكم لهم..

Exit mobile version