طلال سلمان

مع الشروق تسـاؤلات تتجـاوز شخـص الرئـيس الأميركـي مـن يستحـق جائـزة نوبـل؟

ليس العرب، ومعهم المسلمون، طرفاً مقرراً، وليس لهم «صوت» في اللجنة ذات المهابة الدولية التي تقرر لمن تمنح جائزة نوبل للسلام التي أعطيت قبل أيام للرئيس الأميركي باراك أوباما في «جو عاطفي مؤثر» بلغ الذروة بخروج بعض الملوك عن وقارهم، وامتداد التصفيق أكثر من مساحته المقررة، بينما التمعت الدموع في عيون بعض من لم يعرفوا البكاء أبداً، في مثل هذه المناسبة.
لكن «أطياف» العرب والمسلمين كانت حاضرة وبقوة في كلمة المحتفى به والمكرم بأرفع جائزة معنوية في العالم، كما أنها خطرت ـ ولو عابرة ـ في أجواء ذلك الاحتفال الملكي، لتضيف الى المعنى فتبرر هذا الاختيار الاستثنائي واللافت لرئيس لما يمض عام على انتخابه، ثم انه في بلاده الآن موضع خلاف ذهب بنصف الشعبية الأسطورية التي حظي بها عشية انتخابه، والتي جعلته استثناء سياسياً فريدا، إن بلونه أو باختلاط الأعراق والأديان في نسبه، وبينها الإسلام والزنوجة، وكلاهما حاجز دون الوصول الى السدة.
كذلك فإن «أطياف» العرب والمسلمين كانت حاضرة، بقوة، في هذا الاحتفال الجليل، انطلاقاً من أن الانتصار (الغربي) عليهم معاً كان بين المبررات المضمرة لاختيار الرئيس الأميركي الملون في العرق والدين لجائزة نوبل للسلام.
والواقع أن العرب والمسلمين يحظون الآن ـ عالمياً ـ بصورة غاية في البشاعة، تكاد تطمس حقيقة أنهم ضحايا لعصور الاستعمار الغربي الطويلة، ثم لحكامهم الذين استولدتهم ترسبات الحقبة الاستعمارية وتشوهات القصور التي لحقت بالحركة الاستقلالية في ديارهم التي تسلموها مدمرة ومقسمة وبلا مؤسسات وبلا حياة سياسية وبلا جيوش، فكان عليهم أن يبدأوا من تحت الصفر لبناء ما لا يعرفون تماماً كيف يبنونه في غياب الكفاءات والطاقات، ومع الرغبة في الابتعاد عن «النموذج» الذي خلّفته الحقبة الاستعمارية عندهم من غير أن يكون في أيديهم دليل طريق آمن إلى المستقبل.
على أن العالم ليس معنياً بالماضي، ولن تتوقف دوله العظمى أمام مسؤوليتها عما أصاب شعوب العالم الثالث بعامة، والعرب والمسلمين بخاصة على أيدي مستعمريها ومن اختاروه من المتعاونين معهم حكاماً لحقبة ما بعد الاحتلال… أما من جاء بعد ذلك فقد حاول جهده أن يتحرر من مخلفات الماضي، وأن يسرع خطاه ليلحق، وكثيراً ما تعثر، وكثيراً ما انشق على نفسه، وكثيراً ما تاه عن طريقه، لكن ذلك حديث آخر.
لقد نال مثل هذه الجائزة من القادة العرب اثنان، كانا قد دخلا التاريخ، بصورة أو بأخرى، ولأسباب يمكن فهمها بظروفها، من قبل أن تعطى لهما: هما الراحلان الكبيران أنور السادات وياسر عرفات، إلا أن كلاً منهما كان له شريك إسرائيلي، وربما يكمن المعنى في الشراكة ذاتها… خصوصاً أن الإنجاز الذي برر منحهما هذه الجائزة العظمى ملتبس جداً، فلا السلام قد تحقق منهياً الصراع العربي ـ الإسرائيلي، ولا شعب فلسطين اقترب ذراعاً من أرضه ومن حقوقه فيها، بل هو الآن ـ بالتأكيد ـ أبعد منه عنها في أي يوم مضى… ثم ان القائد الفلسطيني الذي منح نصف الجائزة مع «شريكه» الإسرائيلي قد اغتيل بالسم البطيء، كما دلت الشواهد على «المرض» الذي أودى بحياة ياسر عرفات وهو تحت الحصار الإسرائيلي،
خاصة وقد منع وصول الأطباء والأدوية اليه، كما أنه لم يمكّن من السفر لعلاج جدي إلا بعد وساطات وشفاعات كادت تتسبب في سلسلة من الأزمات الدولية، وإلا بعد ما تأكد المحتل الإسرائيلي من أن «القائد التاريخي» إنما يعود ليدفن في أرض وطنه الأسير، وأمام باب مكتبه في مقره المحاصر.
منحت جائزة نوبل للسلام «لبطلين وطنيين» في إسرائيل، وللحركة الصهيونية العالمية، راعية مشاريع الاستيطان التي لا تتوقف بل هي تواصل التهام البقية الباقية من حقوق الفلسطينيين من أرضهم ومن حلم الوطن فوقها.
أما الشخصيتان العربيتان اللتان جاءتهما الجائزة، ربما لتبرير منحها للبطلين الإسرائيليين، فقد قضيا اغتيالاً، من قبل ومن دون أن يتحقق أي سلام… ثم ان الشعب الفلسطيني قد دفع، من دمه، بعد منح الجائزة لقائده الراحل أكثر مما دفع على امتداد سنوات طويلة! وهذه الحرب الإسرائيلية على غزة شاهد، في حين أن غزة الشهيدة لا تزال، حتى هذه اللحظة، تحت الحصار القاتل، براً وبحراً وجواً … والحصار يتعزز الآن بسور من حديد، تحت الأرض، لمنع أية لعبة للأطفال أو أية حبة دواء أو أي كتاب من اختراق الحصار المزدوج.
بالمقابل فإن جائزة نوبل للرئيس الأميركي الأسمر تأتيه متوهجة بدماء العرب (التي تسيل غزيرة في العراق، ثم انها لما تتوقف في فلسطين)، ويحتاج واحدنا الى «براءة» تتجاوز الحد، والى سذاجة مطلقة تداني الغباء لكي يفترض أن الرئيس أوباما قد نال الجائزة القيّمة للونه المختلف أو لبراعته في الخطابة أو حتى لخطته الإنقاذية للاقتصاد في بلاده، وبعيداً عن مسؤولياته كقائد أعلى للقوات المسلحة الأميركية المنهمكة في حربها المستمرة منذ ثماني سنوات في أفغانستان … وليس مما يخفف من أثقال المسؤولية أن تكون هذه القوات قد نأت بنفسها في الشهور الأخيرة عن المذبحة المفتوحة ضد العراقيين في بلادهم تاركة المسؤولية تذهب الى الإرهاب أو توظف سياسياً ضد واحدة من دول الجوار أو ضد بعضها مبرئة ذمة واشنطن وقيادتها الملونة من المسوؤلية عن الدم!
لن نتطرَّف الى حد القول إن الحروب الأميركية (والإسرائيلية) إنما تشن فقط ضد العرب والمسلمين في العالم كله، بدءاً بفلسطين، وصولاً الى العراق، وانتهاء بأفغانستان ومعها باكستان..
ولسنا من السذاجة لكي نصدق أن هذه الحروب هي «حروب عادلة»، فالرئيس الأميركي نفسه قد اعتبر الاحتلال الأميركي للعراق حرباً غير مبررة، خصوصاً أنها عاقبت الشعب الذي كان مقهوراً بالطغيان، ثم عاقبته ـ مرة أخرى ـ الإدارة الأميركية، التي وصلت بها الفظاعة الى حد توظيف مرتزقة جمعت قتلتها من أنحاء متفرقة في العالم (بلاك ووتر) ثم أطلقت المئة والخمسين ألفاً من سفاحيها، وربما المئتين وخمسين ألفاً، يعملون قتلاً وذبحاً في من يشتبهون في احتمال مقاومته لجنود الاحتلال، تاركين المفوض السياسي الأميركي بريمر ينهب وييسر لغيره من عملائه والعاملين في خدمته من السماسرة العراقيين أن ينهبوا من ثروات العراق ومن أرصدته بغير حسيب أو رقيب.
كذلك فلسنا من السذاجة بحيث نصدق أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أقوى من الرئيس الأميركي في واشنطن، وبالتالي فهو يفرض عليه أن يتراجع عن تعهدات قطعها علناً، وفي خطب رسمية، وعبر رسائل فصيحة بعث بها الى الأطراف المعنيين عبر موفده الخاص جورج ميتشل الذي سرعان ما تحول الى موزع بريد بابتسامته البلاستيكية مهمته أن ينقل التعديلات التي تفرضها حكومة نتنياهو على الرئيس الأميركي بحيث باتت «مبادرته» الميمونة غير ذات مضمون، وصار العرب عموماً والفلسطينيون خصوصاً يتوقعون مع كل زيارة جديدة لميتشل إعلاناً بتراجع أميركي (رئاسي) جديد حتى انتهت «المبادرة» الى نقيضها.
ومع تقديرنا للحظة العاطفية التي عاشتها الأسرة الملكية النروجية والتي وصلت مع ولية العهد الى حد البكاء، إعجاباً بطلة الرئيس الأميركي الشاب وببلاغته كخطيب مفوّه، فالأمر معنا مختلف جداًَ، فمنذ عقود طويلة اندفع الأميركيون الى وراثة الاستعمار القديم (البريطاني، الفرنسي، والبلجيكي الخ في أفريقيا) بوصفهم أنصار قوى التحرر والمستقبل الإنساني الأفضل… ولكنهم ما لبثوا أن بدّلوا مسلكهم فأخذوا عن المستعمر القديم أساليبه، وأضافوا اليها نتاج تقدمهم العلمي وتفوقهم التقني الممتاز، وما إن سقط الاتحاد السوفياتي بأثقاله في الداخل والخارج، حتى هبوا يحاولون السيطرة على الكون جميعاً، بالمال والنفوذ والمخابرات وجيوش الاحتلال معاً.
لم يدخل الأميركي (المارينز) بلادنا محرراً. ولم تتدفق أساطيله الجوية والبحرية، بطائراته الأسرع من الصوت والحاملة أطناناً من القنابل والصواريخ البعيدة المدى، لكي تحرر بلادنا بإلحاق الهزيمة بجيوش الاحتلال النازي… بل لقد جاءتنا مراراً لمساعدة جيش الاحتلال الإسرائيلي، كما في حروب 1967 و1973، أو لتعزيز قدراته كما في الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز ـ يوليه ـ 2006، أو في حربه على الفلسطينيين في غزة.
بالمقابل فإن المصادفات قد خانت مانحي الجائزة ذات الفرادة دولياً، إذ قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي الى استوكهولم كان قد أصدر قراره بإرسال ثلاثين ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان، بذريعة التمهيد للانسحاب منها… هذا فيما كانت واشنطن تجدد «بالقوة» للرئيس الأفغاني الذي نصّبته بقوة حرابها والتي وما زالت تشن عليه حملات عنيفة تتهمه بالفساد وتدينه بتزوير الانتخابات التي كانت ضرورية لإضفاء الشرعية عليه مجدداً وهو يدمر البيوت الطينية في أرجاء هذه البلاد السيئة الطالع، التي جربت فيها الدول العظمى جميعاً أسلحتها الفتاكة: (بريطانيا بداية، ثم الاتحاد السوفياتي)، وها هي الولايات المتحدة الأميركية تتابع «المهمة المقدسة» بأسلحة أشد فتكاً وتدميراً.
كذلك ومن سوء طالع الرئيس الأميركي أن بغداد كانت ـ عشية وصوله الى استوكهولم لتسلم الجائزة ـ تسبح في دماء أبنائها، في واحدة من أبشع المجازر التي تنظمها الجماعات الإرهابية التي أعفت قوات الاحتلال الأميركي نفسها من مطاردتها ومنع تفجيراتها الدموية المخيفة، بذريعة أن الأمن بات مسؤولية الأجهزة الرسمية العراقية،التي يعرف الاحتلال الأميركي وجوه نقصها وأسباب الخلاف بينها والتي كثيراً ما يكون مصدرها.
… أما الجيش الأميركي فمهمته الآن تأمين سلامة الصفقات الجارية للنهب المستقبلي لنفط العراق، بحقوله القائمة أو المستجدة والتي يتم العمل لدفع إنتاجها الى السوق، قبل أن يحين الموعد الرسمي الذي أعلنته واشنطن لسحب جيشها من العراق أي خلال العام 2011، إلا إذا طرأ ما يفرض التعديل على هذا الموعد.
أما في إسرائيل فكان الكنيست يصوت على مشروع قانون يمنع أي انسحاب (ناهيك بالجلاء) عن أية أرض فلسطينية أو سورية (الجولان) إلا إذا أقر الفلسطينيون بأن بلادهم ليست بلادهم، وأنهم طارئون عليها اغتنموا غياب «أصحابها الشرعيين» من الألمان والبولونيين والروس والفالاشا والأميركيين والاستراليين والأكراد والفرس والغجر، فأقاموا فيها ثم ادعوا ملكيتها بذريعة أنهم فيها منذ ألفي سنة أو يزيد، عاشوا وتوالدوا وبنوا المدن والقرى وزرعوا الأرض وغرسوا الشجر وصدوا عنها الغزاة وأعادوا بناء ما هدمته الحملات الصليبية، وحفظوا أهل الإيمان جميعاً، مسلمين ونصارى ويهوداً من أبنائها ظلوا فيها آمنين يتقاسمون مع شركائهم في الوطن حلو الحياة ومرها حتى جاءتهم «النكبة» مع الصهيونية، ومشروعها الاستيطاني الذي يحاول تزوير تاريخها وجغرافيتها وأهلها الذين ما زالوا وما زالت فيهم ولهم وستبقى ولو بعد ألف عام.
ومن محاسن الصدف أن هذا القرار كان يتخذ ـ بصورة مبدئية ـ في الكنيــست بينـما تعمل الورش بهمة لافتة على بناء حاجز من الفـولاذ يقطع تماماً ويفصل بين مصر وقطاع غزة بذريعة مكافحة التهريب.
والمقصود بالتهريب قائمة طويلة من الممنوعات تمتد من الدواء الى الغذاء والملابس وحليب الأطفال وكل ما له صلة بالآليات وقطع الغيار بذريعة منع إنتاج الصواريخ التي سوف تستهدف الاحتلال الإسرائيلي إذا ما تمكنت الورش البسيطة في هذا القطاع الذي يكاد أهله الفلسطينيون يرون أنفسهم «مصريين» الى حد كبير، ليس فقط بسبب تولي مصر المسؤولية عنه ـ مباشرة ـ منذ نكبة 1948 وحتى هزيمة 5 حزيران 1967… ثم عودتها الى تولي مسؤولية ـ ولو معنوية ـ عنه، بعد اتفاق فك الاشتباك مع الاحتلال الإسرائيلي، بل لعوامل يتداخل فيها التاريخ مع الجغرافيا مع النسب، مع القلق على الحاضر والمستقبل والهوية.
[[[
ليست استوكهولم مسؤولة، بطبيعة الحال، عن أحوال العرب والمسلمين.
وليست اللجنة المقررة لمن تذهب جائزة نوبل للسلام معنية بتدارك انحرافات الأنظمة في البلاد العربية والإسلامية، خصوصاً بعدما صارت باكستان ـ بعد أفغانستان ـ بركة من الدماء المسفوحة ظلماً وعدواناً، مرة على أيدي من يطلق عليهم تصنيف «الإرهابيين»، ثم مرة أخرى على أيدي أسلحة الجيش النظامي بما فيها الطائرات الحربية والطائرات الأميركية من دون طيار التي تخصصت بالاغتيالات والمذابح الجماعية.
لقد استقبل الجمهور الملكي في استوكهولم الزائر الأميركي الكبير بحفاوة استثنائية وصفقوا له، بأصوله التي تختلط فيها المسيحية بشيء من إسلام أبيه، ويختلط فيه العرق الأبيض لأبيه مع العرق الأسود لأمه الأفريقية.
لكن اللقاء الذي كان حاراً الى درجة أسالت دموع الأميرات الساميات لن يستطيع طمس حقيقة أن يدي الرئيس الأميركي مغمستان بدماء شعوب عدة تشاء الصدف أن تكون عربية، والإسلامية ربما لا تعني الكثير لتلك البلاد الاسكندنافية البعيدة التي تحاول توكيد إشفاقها وتعاطفها عبر استقبالها آلافاً كل عام من المشردين بعيداً عن أوطانهم وأولها فلسطين وبعدها مباشرة العراق، إضافة الى أقطار عربية والاسمية أخرى ضاقت حكوماتها الموالية للأميركيين بمعارضيها فضيقت عليهم حتى اختاروا المنافي البعيدة ليرتاحوا ويريحوا.
وبالطبع ليس لنا أو لأي كان غيرنا أن يتدخل في أعمال اللجنة المهابة التي تقرر لمن تمنح جائزة نوبل للسلام… ولكن من حقنا أن نلاحظ، بشيء من الدهشة والاستغراب أن بعض من أعطيت لهم في السنوات الثلاثين الأخيرة من أهل السياسة، مدوا إليها أيديهم، بغير أن يمسحوا عنها ما تبقى من دماء العرب والمسلمين.
وليست شهادة طيبة لهذه الجائزة أن يزج بها في أتون حرب تبتعد أكثر فأكثر عن السياسة، لتتبدى وكأنها «دينية»، لا تكرّم من العرب إلا من أعطوا إسرائيل ما ليس من حقهم أن يعطوه، فجعلوها أقوى عليهم في مستقبلهم مما كانت في ماضيها.
أما من الإسرائيليين فهي لم تكرّم إلا أبطال حروب انتصروا فيها على العرب بالمفاوضات أكثر مما انتصروا عليها بالسلاح…. ووسائل الدعم التي أتيحت لهم في الحرب كما في المفاوضات كانت غربية عموماً، وأميركية على وجه الخصوص.
وهذه مسيرة الرئيس الملون الذي فقد بريقه بسرعة قياسية داخل بلاده، وهي الأغنى والأقوى في العالم، تقدم الشهادة التي لا تدحض عن عداء نظامها للشعوب الأخرى، المختلفة في الدين كما في الهوية.
مع التمني أن تبقى لجائزة نوبل قيمتها المعنوية العظيمة فلا يتدخل الغرض السياسي في تحديد من يستحق شرف نيلها… وألا يتقدم لأخذ الجائزة السامية من تغطي يديه دماء الشعوب المجاهدة من أجل حقها في الحياة، وفي الخبز مع الكرامة في أوطانها التاريخية التي لن تلغيها الحروب، سياسية أو عسكرية أو معنوية كالجائزة التي ابتدعها منشئها ليخفف من هول اختراعه المدمر للحياة الإنسانية.

[ تنشر بالتزامن مع جريدة «الشروق» المصرية

Exit mobile version