لعل كثيراً من أهل الصحافة والإعلام قد فوجئوا بالشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، خطيباً، بقدر ما فوجئوا بأناقته »الإفرنجية«، في حفل العشاء الذي أقامه على شرفه نظيره وزير الاعلام غازي العريضي.
أما مفاجأة الخطابة فقد كشفت وجهاً آخر لهذا الوزير الشاب، إذ تبدى »ظريفاً« وصاحب نكتة.
والأهم انها قدمت موقفاً متقدماً يظهر وعياً بتهاوي دور الاعلام الرسمي، ومن ثم ينفي الجدوى من وجود وزارة للاعلام، إلى حد انه اعتبر وزير الاعلام »لغماً« مضاداً للاعلام؛ وضحك حتى القهقهة حين ناداه بعض الزملاء مازحين: »أهلاً معالي اللغم!«.
وليس من باب المجاملة القول ان الشيخ عبد الله قد انضجته التجربة وأكسبته رصانة ولغة دبلوماسية واهتماماً بالشؤون العربية حتى لتحسبه حين يجري النقاش حول الهم العربي وكأنه وزير للخارجية… هذا إذا لم نقل انه »صحافي« من الدرجة الأولى.
وليس من باب المجاملة أيضاً ان نجهر بالتقدير لمبادرة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الشيخ زايد بأن تتحمل بلاده كلفة نزع الألغام التي زرعها الاحتلال الإسرائيلي لتوقع مزيداً من الشهداء ومزيداً من الدمار والاضرار في لبنان المقاوم… فلقد عوّدنا هذا الرجل الطيّب الذي لم تغيّره السلطة على المبادرات الخيّرة تجاه البلاد العربية جميعاً، ومنها لبنان، الذي يتطلع اليه بمزيد من الأمل لنجدته في محنته.
في أي حال لقد سعدنا بانضمام الشيخ عبد الله إلى صفوفنا نحن المُدنفين في عشق مهنة البحث عن المتاعب.