طلال سلمان

مصر الفلسطينية

من يقرأ البيان التوضيحي الذي اصدره الاخ “ابو اللطف” باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حول ما نشر من انباء عن رفض المنظمة للقاء ثلاثي، وعن طبيعة الجو الذي ساد اجتماعه مع “الاخ اسماعيل فهمي”، يحس بعمق المأساة التي يعيشها الفلسطينيون بسبب حرصهم الشديد على علاقتهم بمصر… ولو تمثلت مصر بشخص اسماعيل فهمي اياه.

فليس سرا ان المنظمة “غير راغبة” في اللقاء الثلاثي، اة ان لها شروطا للاشتراك فيه اولها ان يسبقه ما يفيد بان مصر قد تراجعت رسميا عن مضمون البيان المصري ـ الاردني.

لكن المنظمة تفضل ان تلملم جراحها “المصرية” بصمت، وان تعيش على امل مبهم بأن يهدي الله اسماعيل فهمي (وغيره)، اخيرا، الى حقيقة ان المقاومة هي الحليف الاستراتيجي لمصر وليس النظام الاردني… فاذا ما عزت الهدية اتجه الامل المبهم الى شخص الرئيس السادات والى مشاريع تعديل الحكومة والاحتمال الضئيل جدا بان يتم استبدال اسماعيل فهمي بمن يفهم حقيقة اولية مثل ضرورة التحالف المصري ـ الفلسطيني، ولاسباب مصرية اولا ثم فلسطينية.. اي عربية.

وليس سرا ان الود مفقود بين اسماعيل فهمي والفلسطينيين خصوصا والعرب عامة.

ومع هذا يؤكد ابو اللطف ان اجتماعه مع “الاخ اسماعيل فهمي كان وديا”… “بالرغم من كل شيء”.

ولقد آن الاوان ان تعود مصر الى ذاتها فتساعد على انهاء مأساة الفلسطينيين (والعرب) الناجمة عن اصرارهم على توطيد العلاقة معها والحفاظ عليها بينما يصر بعض مسؤوليها الكبار على الالتحام بالنظام الاردني الذي تفيد الانباء انه “وسع اشغاله” فدخل الحلبة الدولية لتهريب السلاح ولمن؟! للانظمة العنصرية في روديسيا وجنوب افريقيا، اي للاسرائيليين الافرقيين.

ومرة اخرى: ان الفلسطينة شرط لعروبة مصر، وشرط لدورها القيادي اي لزعاكتها، فاذا ما خسرتها خسرت ذلك الدور والحق الطبيعي فيه.

وماذا ينفع المصريين ان يربح اسماعيل فهمي النظام الاردني ويخسروا العالم.. بما فيه مصر ذاتها؟

السفير، 30/9/1974

Exit mobile version