طلال سلمان

محمود الميس

استعجل محمود الميس الرحيل… هرباً من الحب!
كان يسبح في بحر من الحب. في بيته الدافئ، في الشارع وسط الناس، في المنتديات التي كان يغشاها، ومع ذلك النفر من الأصدقاء الذين ما كان ينساهم أو ينسونه حتى حين يبتعد أو يبتعدون.
لم يطق قلبه كل هذا الحب. لعل الحب أحرجه، وبدلاً من أن يتقوّى به فيزداد صموداً وتتصلّب مقاومته، انهار تحت وطأته. لعله افترض انه يخفف عن محبيه شيئاً من المشقة إذا هو غادرهم وحبه لهم في الذروة.
وخسر البقاع واحداً من شبابه الغر.
قبل المكتب كان بيت محمود الميس »محطة«. أما الصيدلية فكانت خلية. ارتحل محمود الميس إلى العقائد ردحاً من شبابه، واستوطنها حتى إذا ما تهاوت الجدران من حوله غادر »التنظيم« بصمت، ولكنه بقي مع الناس.
لكم كان في العينين الواسعتين من أحلام؟!
لكم كان صمته عميقاً ومعبّراً، حتى وهو يعذّبنا بفضحه عجزنا.
لكأنه كان يعرف السر،
رحم الله محمود. رحمنا الله جميعاً. وإنا لله وإن إليه راجعون.
»ط.س

Exit mobile version