طلال سلمان

محمـد كنيعـو: الطبيب الذي لم تفسده السياسة

الدكتور محمد كنيعو هو من خارج السرب، ولذلك رفض إغواء الانتساب إلى الطبقة السياسية برغم أنه تولى وزارات الصحة والبريد والداخلية في ثلاث حكومات متعاقبة بين 20 شباط 1964 و30 آذار 1966.
ولأنه من خارج السرب فقد خرج من دست الحكم بصمت، وكان قد دخله بالحرج.. وظل طبيباً، ودوداً، وناجحاً في ميدانه والاهتمام بصحة الناس، في منزله وفي عيادته كما في إدارة مستشفى المقاصد الإسلامية.
محمد كنيعو لم يهـــتم يوماً بالمظاهر، وكان دقيقاً في اختيار أصدقائــه القلة. وقد ساعدته عقيلته الســـيدة نزيهة حمـــزة التي تعود عائلتها إلى آل نصر الديـــن في القمـــاطية، بأن أضفت على حياتــه لمسة جماليــة رقيـــقة.
شارك في العمل النقابي داخل نقابة الأطباء، وفي العمل التربوي في جمعية المقاصد الإسلامية، وفي اتحاد الشباب المسلم، وفي الجماعة الإسلامية (قبل أن تتخذ، في ما بعد مساراً يقربها من الأحـــزاب)، وكان رئيس شرف للصليب الأحمـــر والهلال الأحمر اللبناني.
محمد كنيعو ظل إنساناً لم تفسده السياسة خصوصاً عندما ضربها الطاعون الطائفي، وظل بيروتياً وإن خدم بقدر الطاقة كل اللبنانيين، ثم مضى إلى بارئه بصمت، بعد عمر نغصته النكسات والهزائم والانشقاقات التي كادت تعصف بالوطن.
رحم الله هذا الذي ظل طبيباً لم تفسده السياسة، وظل إنساناً طيباً حتى وهو يعاشر ـ مضطراً ـ بعض الطبقة السياسية، ولو ضمن حدود اللياقة وليس الانتساب إليهم.

Exit mobile version