المؤكد ان الحاج محمد عقيل سلمان قد غادر الدنيا وهو يلهج بذكر الله، ويرفع اليه الدعاء بأن يسامح ذلك الذي صدمه، في لحظة تخلّ..
فلم يعرف الناس، في الشياح كما في شمسطار، وفي ثكنة الفياضية أيام كان »الحاج« في الجيش، كما في جوارها، مَن تنطبق عليه صفات »الرجل الطيب الذي لا يؤذي نملة« مثل الحاج محمد عقيل سلمان.
لقد عاش عمره في قلب بساطة ايمانه… ولطالما ارتضى ان يكون مظلوماً على ان يفكر بردّ الظلم، فكيف بأن يظلم غيره.
وهو بالتأكيد لم يعرف الكراهية او الحقد. ذلك ترف لا يقدر عليه.
ولقد عوّض الله عليه بأسرة نموذجية: فالشباب تخطوا حاجز الفقر باجتهادهم ونجحوا، وأكدوا حضورهم بخلقهم كما بحبهم للناس وتفانيهم في الدراسة ثم في العمل، فردّوا الجميل لهذا »الرجل الطيب« ولأمهم الصابرة التي افنت عينيها وهي ترعاهم وتحيطهم بقلبها الكبير، فتأخذ عنهم همومهم وتشعرهم انهم اغنى من قارون، لان الغنى بالنفس وليس الا بعزة النفس..
سيفتقد سكان شارع مارون مسك، في المنطقة التي تقع على التخوم بين الغبيري والشياح، بعد اليوم، ذلك الانسان الطيب الذي كان يسبقهم الى التحية، ويلقاهم بابتسامته القصيرة التي تنمّ عن وداعته واستعداده لمساعدة الآخرين.
اما اهالي شمسطار الذين ودّعوه بالأمس فلسوف يظل في ذاكرتهم نموذجاً لانسان لم يعرفوا عنه الا طيبته والا نجاحه في بناء اسرة من الاكفاء.
والحمد لله، من قبل ومن بعد.