طلال سلمان

محمد أمين دوغان

منذ زمن طويل غيّب المرض الممض قلم محمد أمين دوغان، ثم شخصه عن العمل العام بعدما كان واحداً من الأقلام الداعية إلى التغيير، وغيّب معه جريدته »الشعب«… وأمس ألقى الزميل الكبير سلاحه ومضى إلى ربه راضياً مرضياً.
محمد أمين دوغان الذي لا يعرفه الجيل الجديد من القراء اللبنانيين كان كاتباً صحافياً اشتهر بأسلوبه السردي شبه الروائي، وقد برز كصاحب موقف في كتاباته جميعاً، مجلة »الصياد« في البداية، ثم جريدة »بيروت«، فجريدة »السياسة« التي صدرت أواخر الخمسينيات وتولى رئاسة تحريرها قبل أن يصدر جريدته »الشعب« ليكمل فيها دعوته إلى وطنية تتكامل بالعروبة بل وتتعزز فيها فيتأكد تساميها على الطائفية والمذهبية والكيانية… وهو قد استمر ثابتاً على موقفه حتى آخر سطر كتبه، وقد جمع بعض ما كتب في ما يمكن اعتباره من أدب الرحلات.
وليس مبالغة أن يقال إن محمد أمين دوغان كان نسيج وحده بين الصحافيين في لبنان، وهو الذي تتلمذ على أيدي أساتذة كبار، قبل أن يتحول إلى أستاذ درس عليه بعض الجيل التالي من حملة الأقلام في الصحافة اللبنانية.
رحم الله محمد أمين دوغان، ابن بيروت البار، والذي خدم قضيته بقلمه، كاتباً ورئيس تحرير، ثم صاحب صحيفة أرادها أن تكون مصداقاً لاسمها »الشعب« وبذل جهده حتى آخر قطرة حبر في قلمه، وذهب مرتاح الضمير إلى أنه أعطى ما يقدر عليه ولم يأخذ من دنياه إلا أقل ما يستحق.

Exit mobile version