طلال سلمان

ماغي غسان مطر آهات بيت الفرح..

كما يشحب الضوء بعد انكساره ويتلاشى في الصمت المدوي للفقد، انسحبت من حياتنا تلك الترنيمة المسكونة بالشجن ماغي غسان مطر.
انحطم الناي عندما بُح الصوت حتى امّحى تماماً في بيت الفرح تاركاً المساحة لذلك السكون الابيض، واغتسل الشعر بالحزن حتى بات رقراقا كآهات ماغي الفيروزية… ولولا رسوخ الإيمان بالأرض وإنسانها لانقلب نشيد غسان مطر من تمجيد روح الفداء حتى تقبيل أقدام المجاهدين لتحريرها الى ذلك النوع من الخرس الذي يستدر دموع الرجال.
ها قد أذاب وجع الروح بألم الفقد ماغي عازوري مطر تماما فامتلأ المكان بروحها، وهام غسان الذي يستوطن «الآخ» منذ دهر ويدور من حول طيف «لارا» التي سكنت نتفها القلوب ووجوه الصبايا جميعا وصارت ايقونة حب مشاع كالمقدس تستصرخ الناس ان يقاتلوا عدوهم ولا يقتلوا او يقتتلوا، ويفتدوا الارض ليستعيدوها ولا يسترهنوها بأغراضهم وأحقادهم وخصوماتهم الذاتية فيأخذها منهم عدوهم ـ عدوها ـ عدو الشمس والغناء والحب وضحكات الاطفال.
قاومت «ماغي» بحبها حتى آخر رمق. ولطالما فاض حبها فملأ دنيانا فرحاً بالنغم الذائب شجنا يتجاوز الطرب.
ارتاحت ماغي التي كانت تشعشع في بيت الفرح الذي طالما احتضن كل أولئك الذين كانوا يتلاقون في فيء الثنائي الجميل ليمتلئوا مرة أخرى بالأمل وبحب الحياة ويستأنفوا رحلتهم في قلب الصعب من أجل أهدافهم العظيمة التي يدركون أنها أجل من أن تتحقق في زمانهم، لكنهم يعطونها زمانهم من اجل ان تكون للآتين حياة تليق بكرامة الانسان في وطن لا يمكنه ان يكتمل الا بفلسطين وعبرها.

Exit mobile version