طلال سلمان

ليندسي غراهام: أقوال للتاريخ

الصورة لعباس سلمان

عضو مجلس الشيوخ الأميركي، ليندسي غراهام، هو واحد من أبرز المنتمين للصهيونية المسيحية وأكثرهم تشددا. يصول ويجول في بيروت، ويملي على مسؤوليها نزع سلاح المقاومة من دون أي انسحاب للعدو الإسرائيلي من الجنوب، وقبل أي وقف للاعتداءات اليوميّة على لبنان، ويغريهم بمكافأة غير محددة، سعودية (!)، يمكن ألا تأتي إن لم ينفّذوا.. والمسؤولون اللبنانيون، يستقبلونه ويعدونه استمرار التزامهم بوقف الاعتداءات على العدو فيما رئيس وزراء العدو يعد بالانسحاب من “بعض المواقع” في لبنان لمكافأته إذا التزم بالمطالب الأميركية- الإسرائيلية..

والزيارة التي لا تختلف عن سابقتها من الزيارات الأميركية الفوقية للبنان، بإملاءاتها التي يرتفع سقفها في كل مرّة، جاءت مع إعلان منظمة العفو الدولية أنه يجب التحقيق بقيام جيش العدو بالتدمير الواسع للممتلكات المدنية والأراضي الزراعية في جنوب لبنان باعتبارها جرائم حرب.

وتزامنت الزيارة أيضا مع تسريحة جديدة لـ “الموفدة” مورغان أورتاغوس شغلت بعض الإعلام اللبناني أكثر مما يشغله تحرير الجنوب. وهو الإعلام الذي أنّبه السفير الأميركي توم براك، مباشرة على الهواء، وهدده بالمغادرة إن لم تتوقف تصرفات أفراده “الحيوانية” وأعطاهم درسا بأصول المهنة، من دون أن يحتجّ أي منهم أو ينسحب.

وفيما كان ذلك كله يحدث، أُخلي سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة، مقابل كفالة مالية هي الأكبر بتاريخ لبنان، بقيمة 20 مليون دولار، جمعها على الأرجح بعرق جبينه.

أمّا في فلسطين، فقد داهمت قوات الاحتلال الضفة الغربية، التي شهدت منذ أشهر تمهيدا لمصير يشبه مصير غزّة.

ولكن، من هو ليندسي غراهام الذي فتحت الأبواب على مصراعيها له في البلاد، وصافحته الأيادي بحرارة؟

هو واحد من أكثر المتشددين في الساحة السياسية الأميركية، ومن أبرز داعمي إسرائيل. اقترح في أيّار العام 2024 أن يستخدم العدو الإسرائيلي أسلحة نووية “لهزيمة حماس” في حرب الإبادة التي يخوضها على غزّة.

واعتبر أن إسرائيل لا تقوم بالإبادة بغزة، محذرا من أنه في حال سحبت الولايات المتحدة دعمها لحليفتها، فإن “الله سيعاقب أميركا”. واعتبر أن عدد المدنيين من الضحايا الفلسطينيين لا يهم في سبيل القضاء على حماس.

كما أنه هاجم رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام لفظيا حين كان رئيس لمحكمة العدل الدولية.

فيما يلي نبذة أبرز أقواله:

في 5 كانون الثاني 2017، أدان السبناتور الجمهوري ليندسي غراهام امتناع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عن التصويت على قرار مجلس الأمن الرقم 2334 الذي يدين بناء مستعمرات إسرائيلية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين على أساس أنها انتهاك للقانون الدولي.

في 11 آذار 2019، قال غراهام، وهو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية كارولاينا الجنوبية منذ 2003، أنه سوف يشجّع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الاعتراف بالجولان المحتل كأرض إسرائيلية.

في 10 تشرين الأول 2023، قال غراهام في تغريدة أنه “يقف مع إسرائيل بلا اعتذار” خلال حرب الإبادة على غزة. واعتبر أن الصراع هو “حرب دينية” قائلا إنه “سيتم تسوية غزّة بالأرض”. في 31 تشرين الأول 2023، قال إنه لن يسائل هدف إسرائيل بالقضاء على “حماس” مهما كان عدد الضحايا المدنيين في غزة.

في 9 آذار 2024، أعلن أنه “على امتداد عقود، علّمت الأونروا وهيئات أخرى الأطفال الفلسطينيين بقتل اليهود كلهم”، وأن هناك “ضرورة لمن يستئصل النظام التربوي الفلسطيني من جذوره وتدميره”.

في 8 أيار 2024، حذّر غراهام وزارة الدفاع الأميركية من وقف تزويد إسرائيل بالسلاح خلال حرب الإبادة، قائلا إن “أعطوا إسرائيل ما تحتاجه لخوض الحرب التي لا يمكن تحمل مخاطرة خسارتها. هذه هيروشيما وناغازاكي مضاعفة”. (وهو كلام كاد يثير أزمة جدّية مع اليابان).

في 4 كانون الثاني 2024 زار غراهام مستعمرة كفار عزّة في غلاف غزّة، التي هاجمتها المقاومة في 7 أكتوبر.

في 10 أيار 2024 قال غراهام أنه يثق بإسرائيل أكثر مما يثق بوزير الدفاع الأميركي لويد أوستن.

في 12 أيّار 2024، عاد غراهام للدفاع عن قصف هيروشيما وناغازاكي لوقف الحرب العالميّة الثانية مضيفا “أعطوا إسرائيل الصواريخ التي تحتاجها لإنهاء الحرب. لا يمكن لها أن تخسر.” واعتبرت وسائل الإعلام العالمية أن غراهام يقترح شنّ ضربة نووية على غزّة.

في 20 أيّار، وردا على إعلان رئيس المحكمة الجنائية الدولية كريم خان عن نيته إصدار مذكرات توقيف بحق مسؤولين إسرائيليين لارتباطهم بجرائم حرب، طالب غراهام بفرض عقوبات على المحكمة الدولية، قائلا “إن هذا القرار المشين هو

في الحقيقة صفعة في وجه القضاء الإسرائيلي المستقل، المعروف باستقلاليته”، مضيفا أن إذا فعلوا ذلك لإسرائيل، فالتالي سيكون نحن”.

وهدد غراهام عددا من الدول الغربية في حال امتثلت لقرار المحكمة.

في 29 أيار 2024، التقى غراهام بنتنياهو، وقال إن رئيس محكمة العدالة الدولية آنذاك، نواف سلام، هو “شخص معاد للساميّة بحماس.”

وقد زار غراهام فلسطين المحتلّة خمس مرّات منذ السابع من أكتوبر، فيما اعتبر رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أنه لا يوجد صديق لإسرائيل أفضل من غراهام.

في 1 تموز 2025، سخر من الناشطة البيئية غريتا ثانبرغ، التي شاركت في أسطول الحرّية الساعي إلى كسر الحصار عن غزة، قائلا “آمل أنها تجيد السباحة”.

وليس ذلك إلا غيض من فيض ضيوف بيروت الجدد.

Exit mobile version