طلال سلمان

للتظاهرة صورة وجهه..

انطفأ أحد المصابيح القليلة في العمل النقابي في لبنان.
انطفأ أحد وجوه ما كان يطلق عليه »الحركة الشعبية« في لبنان.
ولسوف يزداد فراغ »الشارع الوطني« في لبنان بعد غياب حسيب عبد الجواد.
ولسوف يتزايد الانفصال بين العمل السياسي الحزبي وبين المضمون الاجتماعي الاقتصادي لما كان يسمى النضال من أجل حياة أفضل لمجموع الفلاحين والعمال وصغار الكسبة وذوي الدخل المحدود في لبنان.
على امتداد جيلين تقريبù كان حسيب عبد الجواد أحد رموز التلاقي ووحدة الحركة بين الشعار والعمل، بين طموحات الحركة القومية وآفاق النضال الوطني وحقوق الطبقة العاملة.
ولقد أمضى حسيب عبد الجواد نصف عمره في الشارع، في الناس، في همومهم وفي تطلعاتهم لتحقيق آمالهم في الحرية والخبز مع الكرامة.
هو قلب التظاهرة، حتى لتكاد تكتسب صورة وجهه،
وهو في كل مؤتمر، في كل ندوة، في كل اجتماع من طبيعة قومية أو وطنية أو نقابية.
لم يكن مرة »فردù«. كان دائمù في القضية وللقضية.
لم يمشِ مرة وراء مطلب خاص، ولكنه لم يغب أبدù عن أي مطلب عام.
رحم ا” حسيب عبد الجواد الذي غاب مع اقتراب زمن الغروب لمرحلة كاملة بدأت مشرقة مظللة بسناء الأحلام وها هي تدخل في نفق مجهول المسافة والمخارج.
طلال سلمان

Exit mobile version