طلال سلمان

لأبطال غزة: تحية تقدير وإكبار!

تاهت السعودية عن فلسطين فأرسلت الوحدات الخاصة من جيشها الى اسطنبول لتقتل جمال خاشقجي وتقطع جثته إرباً..

وتاهت دولة الإمارات التي انشأها الإنكليز بالاشتراك مع الأميركيين إثر إكتشاف النفط فيها عن فلسطين فأرسلت قوات المرتزقة التي جمعت من البلاد الفقيرة في آسيا (أفغانستان وباكستان وبلوشستان) ومن مرتزقة عرب في السودان والصومال وكينيا الخ.. وراء هدف نبيل هو تدمير اليمن وإبادة شعبها الذي كان جيش الفتح وصانع واحدة من أوائل الحضارات في التاريخ الإنساني..

وتاه العرب بملايينهم الفقيرة في مصر عن فلسطين التي قاتلوا فيها ومن أجلها أربع حروب خاسرة وما بدلوا تبديلاً إلا بانحراف نظامهم وبيعه دماءهم في سوق النخاسة بعد حرب أوكتوبر المجيدة..

وتاه العرب في “قلب العروبة النابض” عن طريقهم الى فلسطين في سلسلة من الحروب على سوريا وفيها، فانشغلوا بمآسيهم عن القضية المقدسة التي كانوا أول من قاتلوا فيها ومن اجلها، بالجيش قليلاً وبالمتطوعين كثيراً

وقاتل اللبنانيون عبر أحزابهم التقدمية، وقدموا المجاهدين والمجاهدات في التصدي لقوات الإحتلال الإسرائيلي قبل أن تستولد روح المقاومة “حزب الله” الذي نجح مجاهدوه في إرغام جيش المحتل على الجلاء مهزوماً في منتصف أيار 2000، ثم واجه قواته جميعاً في تموز ـ آب 2006 فقاتله في البر والبحر والجو، ممزقاً مدمراته أمام شاطئ خلدة ودباباته في سهل الخيام، مشتتاً ألوية النخبة من جيشه وقد تساقطوا بين قتلى وجرحى في هضاب عيترون ومارون الراس وبنت جبيل ووادي الحجير الذي تحول الى مقبرة لدبابات العدو وجنوده المعولين الصارخين في طلب النجدة التي لا تجيء..

ها هي غزة هاشم تقف وحيدة ليس لها إلا إيمانها وإرادة شعبها المحاصر، ترد كيد العدو بصمودها العظيم، و”تفرقع” غرور وزير دفاع العدو وتهدد إسرائيل بأزمة سياسية خطيرة، وتفضح التواطؤ العربي بالأمر الأميركي..

يقصف العدو الفقراء في القطاع المحاصر، يهدم بيوتهم والقلة القليلة، من المنشآت وأسباب العمران، فترد غزة بالصواريخ دقيقة التصويب مضمونة الوصول الى اهدافها.. فيهرب الإسرائيليون الى الملاجئ، ويتعالى صراخهم، وتشتبك الحكومة، ولكل وزير فيها مطامحه ومطامعها فيصطدم ليبرمان وزير الدفاع، المسؤول عن الهزيمة، برئيس حكومة نتنياهو، العائد من عُمان بعد لقاء سلطانها الذي يقف على حافة الموت، ليبشر بأن اسرائيل تكاد تنجز “فتح” الوطن العربي أمامها..

غزة لوحدها..

لطالما وقف شعب فلسطين لوحده، فما استكان، ولا استسلم، ولا توقف عن المقاومة بالمتيسر من السلاح، مهرباً أو مصنوعاً في الداخل وفقاً لقاعدة “الحاجة إم الإختراع”..

غزة لوحدها.. والسعودية تقاتل شعب اليمن ومعها دولة الإمارات البلا شعب، والعراق مبتلي بسرطان الطائفية ومعها الطبقة السياسية المستجدة والتي تسعى لتعويض “سنوات الحرمان” في أقصر وقت وبأعظم قدر من الثروة الموهوبة..

وليبيا قد اختفت عن الخريطة،

والجزائر تمشي بخطى رئيسها المشلول..

والمغرب بعيد، بعيد.. ونظامه الملكي يراعي يهودية الذين تركوه ليقاتلوا إخوانه العرب بعنوان فلسطين..

لكن شعب فلسطين في غزة أقوى بإيمانه وبحقه في أرضه، وبما تيسر له من السلاح، من عدوه الإسرائيلي ومعه بعض “الأشقاء” الذين باعوا عروبتهم في سوق النخاسة، ومن “الأصدقاء” الذين يديرون وجوههم الى الناحية الأخرى.

وبطبيعة الحال من “الأخوة” في منظمة التحرير الذين صاروا وزراء ونواباً على طريق الإستسلام.

 

Exit mobile version