طلال سلمان

كي لا ننسى عيد

تكاد مشاريع إشعال الفتنة في ظل التردي السياسي العام، مع تفجر الأزمة دموياً في سوريا بانعكاساتها الثقيلة على لبنان، تنسينا الفرح وتغرقنا في خوفنا على الغد..
اليوم، من على بُعد 12 سنة من الإنجاز التاريخي بتحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي، يتبدى لبنان كأنه على وشك الغرق في مستنقع حروب الغرائز والعصبيات الطائفية والمذهبية.. ونكاد نخجل من استذكار شرف المواجهة في المكان الصح والزمان الصح مع العدو الذي لا عدو لنا غيره.
لكنه العيد… وسنحتفل به برغم الجراح، ومن فوق الوجع.
الأرض هي الدين، من فرّط فيها فقد كفر، ومَن حماها تأكد إيمانه بالله والوطن.
تحية لمن ألقى حجراً، لمن رمى جيش الاحتلال بالزيت المغلي، لمن واجه بصدره عارياً إلا من الإيمان، لمن درس واجتهد حتى تفوّق على سلاح العدو فهزمه..
.. والعيد ينتظر أهله، من العاصمة بيروت التي احترقت ولم ترفع الأعلام البيضاء خلال الاجتياح الإسرائيلي، إلى الشمال الذي شكّل حاضنة ومعبراً احتياطياً، ومن الجبل إلى البقاع، ومن الجنوب إلى جنوب الجنوب.
تحية للمجاهدين الذين قاتلوا حيث القتال فرض عين، وتعالوا على جراح الداخل، فانتصروا وأعادوا إلينا ثقتنا بأنفسنا، بقدرتنا على حماية غدنا في أرضنا.
تحية للشهداء الأبرار وللأهل الذين يراهم العدو موحدين مهما تمايزوا، طائفياً ومذهبياً وجهوياً أو في مواقفهم السياسية.. فالوطن يكون بهم جميعاً أو لا يكون.
وتحية لقائد النصر السيد حسن نصر الله.

Exit mobile version