طلال سلمان

كورونا والجوع.. هذا كثير!

فجأة ضرب الوباء المدن ذات الملايين (نيويورك) والقرى الصغيرة (الحلانية، قرب رياق في البقاع)، وتباعد الاخوة، وخاف الزوج من زوجته وأبعدها عن احضانه بداعي الخوف منها وعليها.

انها “الكورونا” الوباء الذي لا يعرف الرحمة والذي ينتقل في الهواء فيصيب السليم ويمتد بالعدوى إلى اهله وجيرانه، وقد يدخل الجميع المستشفى.. والمستشفى محدود الاسرة، اذن لا بد من مستشفيات أخرى، والوباء ينتشر والاصابات تزداد مع كل طائرة تهبط في مطار بيروت، سواء أكانت آتية من اوروبا ام من بعض انحاء الاميركيتين..

تباعد الناس متجافين، واقفلوا على أنفسهم الابواب، لكن الاطفال ظلوا يلعبون في قلب الخوف، والقلق يخيم على الجميع. 

اكتظت المستشفيات بالمرضى، وجال وزير الصحة على المشافي والمستوصفات في الشمال والجنوب والشرق والغرب يدعو إلى الحيطة والحذر عبر كمامته التي لا تفارق وجهه..

ولقد وجدها التجار فرصة ذهبية للربح الحرام فرفعوا اسعار الخضار والفاكهة وسائر لوازم الحياة اليومية، وصولاً إلى الخبز..

غابت الدولة تاركة المهمة على عاتق المدير العام للأمن العام، مفترضة انه المسؤول عن حياة الناس وموتهم.. وجال اللواء عباس ابراهيم على الجميع داعياً إلى التهدئة (سياسيا) والالتفات إلى الخطر الداهم الذي ينذر باكتساح البلاد جميعاً.

لكن الجوع كافر.. وهكذا تزايدت حالات الانتحار، وبينها ما تم جهاراً نهاراً وعلى مرآى من جمهور المتفرجين في شارع الحمراء، وبينها ما تم بأن علق المحتاج- المفلس نفسه على عامود في الدوحة، وآخر في “ساحة ايليا” بصيدا وقد اختار أن يحرق ذاته امام عيون المحتاجين مثله الذين التفوا من حوله متحسرين على شبابه..

الجوع كافر.. لكن اصحاب المليارات لا يجوعون.. 

وحدهم الفقراء لا يجدون ما يقيتهم..

مع ذلك فالله كريم، وهو وحده الشافي والمنجي..

توكل على الله.. فهو المعين!

Exit mobile version