لكأنه القدر المحتوم: مرة كل عشر سنوات، يقف لبنان على حافة الحرب الاهلية، كنتيجة طبيعية للنظام الطوائفي الذي نعيش في اساره، والاضطرابات التي ترج المنطقة العربية التي رسمها المستعمر القديم (بريطانيا وفرنسا)، والتي يرعاها الاستعمار الجديد (الولايات المتحدة الاميركية مع اسرائيل) لإعادة التاريخ إلى الخلف ( سنة 1920 والسلطان العثماني)..
ليس بالضرورة أن يكون السبب المعلن الاخلال بالتوازن الطائفي، او حتى توجيه الشتائم إلى بعض الاولياء الصالحين (وان كانت تلك ذريعة نافعة كما شهدنا في الايام القليلة الماضية حينما شتم بعض المندسين في التظاهرات السيد عائشة، ابنة الخليفة الاول ابو بكر وزوجة الرسول العربي محمد بن عبد الله – صلعم-).
كذلك ليس ضروريا أن يكون السبب المعلن انهيار الليرة وانتفاخ الدولار الاميركي بحيث يعجز متوسطو الدخل عن اطعام اسرهم وتأمين اقساط المدارس والجامعات (مع النقليات).. وبحيث ترتبك الحكومة فتهرب من القرار إلى الارجاء، ومن الارجاء إلى التأجيل، ومن التأجيل إلى .. النسيان والغرق في مشكلات طارئة جديدة.
فالطائفية في لبنان قنبلة موقوتة يمكن لأي خبير أن يرميها، حيث يشاء: على هذا الوزير او ذاك، على المجلس النيابي، على الدولة مجتمعة، ثم يتقدم صفوف “المستنكرين” و”دعاة الفتنة” و”أنصار الفوضى من اعداء السلم الاهلي”.
ويخرج من يتباهى بأن الطائفية هي علة وجود لبنان، كدولة، والا لذاب في اكثريات اهل المنطقة، وعلى هذا فكيانه ابدي-سرمدي طالما استمرت الطائفية بديلا من الدين والكيان بديلاً من الوطن..
رحم الله الشاعر رشيد نخلة الذي اخذه الوحي إلى تخيل لبنان وطنا ببره وجباله وساحله وعلاه بحيث نكون كلنا له وكلنا فيه:
بحـرُهُ بــرُّهُ دُرَّةُ الشرقَين
رِفـدُه بِــرُّهُ مالئُ القُطبَين
إِسمُـهُ عِـزُّهُ منذُ كانَ الجُدود
مَجــدُهُ أرزُهُ رَمزُهُ للخُلود
كلُّنـا للوَطـَن للعـُلى للعَـلَم
كلُّنـا للوَطَن