طلال سلمان

كتابــة علـى جـدار الصحافـة (17) هوامش

«الأمـن» يعيّن الفـتى في عصابـة تديـر مؤامرة وتهـرب سـلاحاً وتـزوّر هويات!
الانتقال إلى نظارة المحكمة العسكرية: 32 موقوفاً… والحمام جورة في الزاوية!

… وفي اليوم الخامس للاحتجاز، فتح واحد من العسس باب الغرفة التي تم تحويلها إلى «زنزانة» ظل ضيوفها يتزايدون يوميا حتى صاروا ستة، ونودي على الفتى فتخطى «زملاءه» حتى الباب، فكبله الحارس واقتاده إلى مكتب واحد من المفوضين حيث وجد أباه يقف وقد رسم على شفتيه ابتسامة مغتصَبة. اقترب معانقاً، وقام المفوض فابتعد عنهما تاركا لهما فرصة الحديث منبها: بصوت عال.. مفهوم!
قال الأب الذي شفعت له الملابس الرسمية للرقيب الأول في الدرك بهذه الخلوة العلانية: لقد طفتُ على بعض الوزراء والنواب والضباط. لم يكن لدى أي منهم شك في براءتك وانعدام علاقتك بهذه القصة، وبعضهم أرسل إليك تحياته.
صمت الأب للحظات وظل الفتى مطرقاً يتحاشى ان ينظر أباه في عينيه، لكنه رفع إليه نظره حين سمعه يتنهد بحرقة، فإذا به يمد يده إليه ببعض المال: من أجل طعامك، على الأقل.
قال الفتى: شكراً أيها الوالد العظيم. معي ما يزيد على حاجتي. المهم ان تظل على إيمانك ببراءتي، فلم أفعل إلا ما تمليه عليّ، بالأصل، مهنتي، ثم وطنيتي وعروبتي تجاه ثورة الجزائر.
قال الأب: أنا واثق بهذا يا حبيبي. أعرف من ربيت، وأعرف من تعب بشرف فاستحق موقعه في الصحافة بجهده ومثابرته وعرق جبينه.
صمت قليلاً، ثم ضم إليه ابنه بلهفة وهو يهمس في أذنه: ليس بين السياسيين من له ضمير. كلهم منافقون للسلطة، ولا أحد بينهم مستعد لأن يدقق في ما توزعه السلطة من شائعات وأنصاف حقائق. كنت أحمل إليك بعض الصحف، لكنهم، هنا، صادروها. ان صفحاتها الأولى تضج بأخبار أحمد الصغير وتنسب إليه ما يتجاوز قدرات كتيبة من رجال المخابرات في دولة عظمى، هذا الفقير الذي يعمل لثورة قدمت اليها نساؤنا الخواتم والحلق وهدايا العرس. انهم ينشرون ما يمنع رجال السياسة من التدخل. يجعلونها قضية أمن قومي.
تدخل المفوض قائلاً بنبرة آمرة: احكيا بما يفيد. هل عينت له محامياً؟!
قال الأب بلهفة: لكنني لا أعرف ماذا سأقول للمحامي. ما هي التهمة بالضبط؟ أنتم تقولون إن التحقيق لمّا ينته. ولقد ذهبت إلى محام صديق فقال لي ما مفاده أن عليّ أن أنتظر بعض الوقت.
نبر المفوض: ابحث عن غيره ممن سبق لهم التعامل مع مسائل أمنية خطيرة. يمكنني ان أدلك إلى واحد، لكنه قد يطلب مبلغاً محترماً يتناسب مع خطورة الاتهام.
كانت اللعبة مكشوفة، مع ذلك سأل الوالد عن الاسم فقال له المفوض: بعدما تفرغ من الزيارة سأعطيك ورقة مطوية فيها اسم المحامي الكبير وعنوان مكتبه.
قال الفتى: لكنني لم أفعل شيئاً يعاقب عليه القانون.
رد المفوض: أبوك يعرف معنى ما قلته. هيا، عد إلى غرفتك!
جاء الحارس فاقتاده، مكبلاً من جديد، بينما أدار الوالد وجهه إلى الناحية الأخرى حتى لا يرى ابنه دموعه.

^ جيء بمعتقل جديد، فإذا لديه أخبار كثيرة: صارت قضيتنا دولية!
شكل المعتقلون القدامى طوقاً من حوله، وانطلق يخبرهم بما قرأ أو سمع مضيفاً ما شاء له خياله من التفاصيل المثيرة. قال: ما يهون علينا الأمر أن أحمد الصغير قد ذكر بين من يعرف أصحاب أسماء كبيرة وأصحاب مناصب خطيرة.
توقف لحظة ليستوثق من ان الكل يصغي إليه بانتباه، ثم أكمل فقال:
ـ ذكرت الصحف ان هذا الرجل الداهية يعرف ألف شخصية في لبنان، بينهم رؤساء حكومات ووزراء سابقون وحاليون ونواب عديدون والعديد من الصحافيين الكبار. وهؤلاء ليسوا مثلنا «لا أحد». وراءهم قوى ودوائر نفوذ ودول أيضاً.
قال معتقل جاء قبل يوم واحد: هذا يؤكد أننا، نحن الضعفاء، سنكون كبش الفداء. ليس لنا من يسأل عنا. وحتى الصحافة تمضي في نشر الأكاذيب عنا.
توقف المعتقل عن الكلام والتفت إلى الفتى يسأله: أين رب عملك؟ انه يملك جريدة ومجلة، ويمكنه ان يلعب دوراً مهماً في هذه القضية.
قبل ان يجيب الفتى بادره معتقل ثالث بسؤال مُمِضّ: هل تراه تخلى عنك؟! ألست صاحب موقع مهم في مؤسسته. أتراه صدق إخباريات الأمن العام فنفض يديه منك؟ ألم يتصل بك؟ ألم يوفد إليك أحداً من طرفه كي يسمع منك فيبادر إلى إخراجك من هنا؟
كان من حظه أن معتقلاً رابعاً صرخ بلهجة تختلط فيها النبرة الجزائرية بالعامية اللبنانية: وأنا… لويش جابونا هنا؟ كل جريمتي انني من أصل جزائري؟ لكنني وُلدت هنا، وأمي لبنانية ومن بيروت، وعائلتها عيتاني. قالوا لي ان أصلها مغربي.
هب معتقل خامس يقول: وأنا من أصل جزايري. وهذا يشرف راسهم. لكنني ولدت هنا، ومعي هوية لبنانية. هل الأصل الجزائري تهمة بينما كل العرب يساندون شعب الجزائر كي يستعيد هويته العربية؟!
في هذه اللحظة، فُتح الباب ودخل حارسان فاقتادا الشاب المتحمس إلى التحقيق، وسط صمت رفاق اعتقاله المستضعفين.

^ في اليوم التاسع اقتيد الجميع إلى المحكمة العسكرية في شاحنة مقفلة.
قال واحد من بينهم له سابق خبرة في مسائل الاعتقال: نحن في طريقنا إلى الجحيم. هناك لا غرف ولا حمامات، وغالبا ما يكون الحشد عظيماً!
توقفت الشاحنة لتفرغ «حمولتها» أمام مبنى المحكمة العسكرية. واستقبلهم رجال الشرطة العسكرية «برقة بالغة»: كانوا مكبلين، اثنين اثنين، يدفعهم من خلفهم ويجرهم من أمامهم حرس المحكمة وهم يدفعونهم بأعقاب البنادق نحو تلك «القاعة» التي تتكون من دكة عالية، سيعرف من بعد انها للنافذين، ثم الأرضية من الاسمنت وقد خُصصت زاويتها في مواجهة الباب لتكون «بيت الخلاء»!
حشرهم رجال الشرطة العسكرية مع من سبقهم، وكانوا أكثر من عشرين. ومن قلب الزحام جاءه صوت يعرفه: أنت يا أستاذ الكل، أيها الرفيق العزيز، تعالَ إلى هنا! تعالَ إلى الدرجة الأولى.
لم يصدق عينيه: كان «النقيب» فؤاد ناصر الدين هو من يناديه!
صعد اليه بمشقة، من قلب الزحام، فعانقه وطيّب خاطره قائلاً: نحن الشرفاء ندفع ضريبة ايماننا بالصح. ثم هتف بأعلى صوته: لتحيَ الجزائر، حرة، عربية. لتحيَ الثورة!
أخذت الحماسة الوافدين الجديد فرددوا الهتاف معه، وإذا بالباب يُفتح ويطل وجه المعاون الأول في الشرطة العسكرية، قائد نوبة الحرس، فيصرخ: يا نقيب فؤاد… أهلاً وسهلاً بك، وأنت تشرفنا من جديد. أنت تعرف الأصول. لسنا من سجنكم، لكننا مسؤولون عنكم في انتظار المحكمة. ساعدونا على حفظ النظام حتى نساعدكم على حالتكم هذه في قلب الضيق.
ورد فؤاد ناصر الدين: ونحن نحييك، أيها الطيب. لك ما تريد!
ثم التفت إلى جمهور المعتقلين قائلا: بصفتي مسؤولكم، لأنني أكبركم وأخبركم، عليكم ان تسمعوني جيداً. كلنا هنا معتقلون نعرف أننا أبرياء. ورجال الشرطة العسكرية ليسوا خصومنا، بل هم متعاطفون معنا،ولكنهم يؤدون واجبهم. فلنتعاون معهم على النظام، يكفينا بؤس الحال، فلا تضيفوا اليه العراك في ما بينكم ايها المظاليم!
اتخذ كل «موقعه»، وهدأت الضجة تدريجاً، فانحنى «النقيب» على الفتى يسأله:
ـ أكيد ان صداقتك لأحمد الصغير هي التهمة. انها تهتمي أيضا. ارفع رأسك. يشرفنا اننا قدمنا ما نقدر عليه الى ثورة الجزائر.
وقف «النقيب» وهتف بأعلى صوته: تحيا الجزائر! تحيا الثورة.
ردد معظم الموقوفين الهتاف، بمن في ذلك شاب لما يبلغ العشرين، كان يبدو عليه شيء من الانكسار. ولقد لفت نظر النقيب فناداه: تعال أيها الشاب… اقترب مني. وسِّعوا له الطريق. من أين أنت وما هي تهمتك؟!
قال الشاب: أنا من قرية حدودية قرب حولا، في الجنوب.
وبعد لحظة صمت أضاف قائلاً: أما تهمتي ـ توقف عن الكلام للحظات وانهمرت دموعه بصمت… ثم انتبه فأكمل كلامه ـ فأنني أطلقت النار من «بندقية 9 ميلي» على ثعلب دخل الكرم الذي كنت أحرسه ليلاً!
التف المعتقلون من حوله في حركة تعاطف. دقق «النقيب» فؤاد ناصر الدين: «بندقية 9 ميلي»؟! هز الشاب رأسه، فعاد «النقيب» يسأله: ومن اعتقلك؟! من جاء اليك في كرمك، في قلب الليل، ليعتقلك؟
قال الشاب وقد هدأ روعه: رجال الدرك اعتقلوني، ثم سلموني إلى الجيش. وبعد التحقيق أعادوني إلى الدرك، وأخذ كل مخفر يسلمني إلى المخفر التالي حتى وصلوا بي إلى صيدا، ومن هناك شحنوني مع آخرين إلى هنا.
رفع النقيب صوته: مش عيب عليك تحمل «9 ميلي»؟! كان يجب ان تحمل مدفعاً وتطلق قذائفه على اسرائيل! أما بندقية الصيد فلسوف تكلفك الكثير!
قال واحد من المعتقلين متفكها: ثم، ما جريمة الثعلب؟ لعله كان جائعاً!
قال معتقل آخر: أراد شيئاً من الفاكهة! انه ابن ناس. ليس ثعلبا بروليتاريا يا نقيب!

^ في هدأة الليل، ومعظم الموقوفين قد ناموا أو هم تظاهروا بالنوم، همس «النقيب» في أذن الفتى: لم يكن بينك وبين احمد الصغير أي علاقة مادية. لا هدايا ولا فلوس. أعرف ذلك، كان يدعوك إلى غداء أحياناً فترده بغداء أو أكثر.
هز الفتى رأسه موافقا على كلام النقيب الذي عاد إلى القول: أما انا فقد كان يمر بي أحياناً فأطبع له مجانا بعض الملصقات عن الثورة الجزائرية، وكنت أقدمها اليه بالطبع مجانا، وبعلم الدكتور والآنسة هيفا. انت تتذكر جيدا مطبعة دار الغد، وتتذكر هذين الانسانين الرائعين. وكنت أبلغهما انني أقدم جهدي والورق وجهد «الطبيع» تحية الى الجزائر، فيتبرعان بثمن الورق!
أستذكر لقاءهما الأول عندما جاء الفتى بصحبة شفيق الحوت ليبدأ عمله كمصحح في مجلة «الحوادث»، وكم كان خجولاً ومرتبكا، لا سيما حين انتبه إلى وجود تلك الصبية ذات الوجه المشرق والعينين اللامعتين في المطبعة.
همس «النقيب» في أذنه: لا بد أنك أحببتها.
تجاهل الفتى السؤال الذي أربكه، فعاد «النقيب» يقول: كنت ألاحظ اضطرابك كلما وجهت إليك الحديث. وهي كثيراً ما كانت تفتعل الحديث معك، يا ملعون، لكنك كنت تخاف، فتغض طرفك، بينما هي تريدك ان تنظرها وان تحادثها.

^ كان المعتقلون يتناوبون على «الحمام»، ثم يغسلون أيديهم بالمياه الجارية ويعودون ليحاولوا النوم مستعجلين ان يطل عليهم الصباح لعل يأتي معه الفرج، أو خبر بقرب الفرج.
ولقد استجوب «النقيب» معظمهم. أصغى إلى كل منهم على حدة، ثم نطق بالحكم: أنت ستُحكم بثلاثة أشهر، الا إذا ثبت ان المسدس الذي ضُبط في بيتك مرخص. أما أنت فلسوف تُحكم بشهر حبس وخمسين ليرة غرامة. أما هذا الشاب من حولا فالأرجح ان يُكتفى له بالمدة التي أمضاها في الطريق، ينقل من مخفر إلى آخر حتى وصل إلى هنا بعد اسبوعين!
عند ظهر اليوم التالي جاءتهم شحنة جديدة من الموقوفين. صار مجموع المحشورين في ذلك المعتقل اثنين وثلاثين نفرا. ضاق بهم المكان، واستحال عليهم ان يجلسوا جنباً إلى جنب، فكيف بالنوم! أما الحمام فقد انتظمت الطوابير أمامه بينما «النقيب» يرفع صوته آمراً: بالدور يا شباب. طولوا بالكم على بعضكم!
ولما جاء الليل نظم «النقيب» دوريات النوم في «الصالة»: ينام عشرة، ويقف عشرة لمدة ساعتين، ثم تتناوبون! أما فوق «المصطبة»، فكان يمكن ان ينام ستة ويقف ستة، ويتناوبون!
ولقد أعفى «النقيب» الفتى من الوقوف قائلاً لمجموعهم: هذا الصحافي الشاب كان يدافع دائماً عن المظلومين وعن الذين تنسى الدولة مناطقهم، وليست لهم حصة في وظائفها. وغداً سيخرج بريئاً، بالتأكيد، وسيكون صوته أعلى في الدفاع عن أصحاب القضايا العادلة!

^ بعد ثلاثة أيام نودي على الفتى، فقال له فؤاد ناصر الدين: ستؤخذ الآن إلى مواجهة مع أحمد الصغير. إياك ان تسيء معاملته او تتصرف كأنك خصمه. انك بذلك تساعد على ظلمه، وبالتالي على الاساءة إلى براءتك!
مشى الفتى في اتجاه الباب حيث كان ينتظره رقيب من الشرطة العسكرية، وواصل «النقيب» توصياته: انه المظلوم الأول! وبالتأكيد عذبوه كثيرا. انتبه الى كل كلمة تقولها، وانتبه الى الأسئلة الخبيثة التي سيوجهها إليك المحقق بقصد إسقاطك في الفخ!
اقتاده الرقيب إلى غرفة وجد فيها محققاً يجلس خلف طاولة أنيقة ذكرته بطاولته في مكتبه في مجلة «الأحد». حيا فما رد المحقق التحية، بل بادره قائلاً: أنت الصحافي الصديق الصدوق لهذا المتهم الخطير!
في تلك اللحظة أطل من الباب أحمد الصغير وقد طالت لحيته. كان أشعث الشعر، فبدا نحيل الوجه، حتى ان نظارتيه غطتا معظمه. قال وهو يحاول استجلاء ملامح الموجودين في المكتب: السلام عليكم.
لم يرد المحقق التحية، ولم يجرؤ الفتى على فتح فمه، بل سرحت عيناه تدققان ـ خلسة ـ في وجه الصديق القديم وما طرأ عليه من اختلاف عما عرفه عليه.
قال المحقق: لقد أكد هذا المتهم انك كنت صديقه، وأنكما كنتما تخرجان معا، وأنه يثق بك ثقة مطلقة، لذلك اختارك من بين كل من يعرف ليودع عندك حقائب اسراره. كم كان يدفع لك في الشهر؟! وهل هو الذي استأجر لك بيتك ليمكنه ان يستخدمك كغطاء، وان يودع أسراره عندك؟!
لم يعرف الفتى بأي سؤال يبدأ، في حين اندفع أحمد الصغير يقول:
ـ لا أنكر ان هذا الفتى الطيب صديقي. لكنه عرفني كممثل لبلادي.
وقاطعه المحقق: لا شك في انك ممثل بارع. دعه يجب بنفسه عن أسئلتي!
قال الفتى وقد هدأ روعه: نعم، لقد عرفته جزائريا يعمل لخدمة ثورة بلاده التي تبشرنا بعودة بلاده إلى العروبة.
قال المحقق: هل جئت تخطب فيّ هنا! أجب بوضوح، كم كنت تتقاضى منه أجراً على خدماتك؟! هل كان لك مرتب ثابت أم كان الدفع على القطعة!
رد الفتى وقد أمده الاستفزاز بالشجاعة: لقد أعطتنا الجزائر الكثير. رفعت رأسنا وأعادت الاعتبار إلى معنى العروبة.
هز المحقق رأسه وقد أخذه الضجر إلى الغضب: توقف عن التفلسف! وأجب على قدر السؤال: كم قبضت منه؟
رد الفتى: لم أعرف أبداً انه كان غنياً. كان مناضلاً وكنا…
قاطعه المحقق: إذاً، ستبقى معنا حتى تتذكر، بالتفصيل، ما كان يعطيك من مال أو هدايا. ثم هتف بالرقيب في الشرطة العسكرية: خذوه! تلزمه أيام أخرى في ضيافتكم!
ولما وصل الفتى عند الباب قال له المحقق: لا يهم ما تقوله انت! لقد اعترف هذا الارهابي بكل شيء. ودورك في العصابة أساسي، وستكون لنا لقاءات كثيرة! هيا إلى فندقك الفخم! توجه فوراً إلى البانيو، خذ حماماً ساخنا، وليدلّك فؤاد ناصر الدين عضلاتك!
لم يستطع الفتى ان يغادر الحجرة من دون ان يرمي أحمد الصغير بنظرة يختلط فيها الغضب بالعتاب. وسمعه يتمتم: لا تخف. ان الله معنا!
مــن أقــوال نســمة
قال لي «نسمة» الذي لم تعرف له مهنة إلا الحب:
ـ تصلني رسائل حبيبي مكتوبة على الهواء.
هل تنقل وسائل الاتصال الحديثة أنفاس حبيبك وارتعاش القلم بين يديه وهو يكتب تلك الكلمة من حرفين، والتي تصير عمراً؟!
فكيف إذا سمعتها من شفتيه أو سمعها منك، فأخذته إلى ذروة النشوة وأنت فيه؟

Exit mobile version