طلال سلمان

قوتك من خصمك وفيه!

ـ سؤال ساذج: ما هي وجوه التشابه بين المونديال وتشكيل الحكومة في لبنان؟ أما الإجابة فكثيرة ومتنوعة بحسب أيادي اللاعبين وأقدامهم والرؤوس! هذا اذا ما سلمنا جدلاً بحيدة الحكام، وتحريم الرشوة بتجريم الراشي والمرتشي، ومعاقبة المزور بإخراجه من الملعب الخ..

ـ في لبنان ليس أسهل من ابتداع التصنيفات الشنيعة وتوجيه الاتهامات بالخيانة، ثم اسقاط ذلك كله في لحظة ورفع شعار “الشراكة” التي سرعان ما تحوله أبواق الدعاية إلى “وحدة ما يغلبها غلاب”، ثم تأتي لحظة أخرى فتعود الاتهامات إلى سيرتها الأولى..

ـ ليس أسهل من تحويل الشريك إلى حانث بالعهد و”الرفيق” إلى “مرتد” و”الحليف” إلى “خائن” و”الخصم” إلى “أخ لم تلده أمك”.

لا حساب ولا عقاب، فلتطلق الاتهامات وحملات التجريح بلا حدود، حتى اذا ما تمت “الصفقة” عاد الصفاء إلى “أصدقاء العمر” واعتبروا أن ما جرى كان نتيجة سوء فهم استغله أصحاب النوايا السيئة لبذر بذور الفتنة بين الأصدقاء الذين كادوا أن يكونوا أشقاء

ـ هي لعبة “يويو”: من هو “فوق” ينتظر دورة الدولاب ليغدو “تحت” والعكس بالعكس، وسبحان مبدل الأحوال..

لا يهم من يكسب المباراة، فالأهداف قيمتها معنوية، والمهم تحقيق التعادل: ذلك أن الخصم هنا حريص على خصمه لأنه يستمد قيمته منه..

وقديماً هاج الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود وضرب ابنته التي جاءته مزغردة وهي تقول: ابشر يا فيصل.. عدوك جمال عبد الناصر راح..

وحين استغربت العائلة هذا التصرف غير المتوقع، شرح فيصل موقفه قائلاً: كنت استمد قيمتي ومكانتي من خصومته ككبير العرب، فمن أين استمدها الآن وقد رحل!

.. مع فارق: أن الذين عندنا لا يرحلون، وغالباً ما يورثون الذرية الصالحة وهم أحياء .. ولا مجال للاختراق والتجاوز!

ـ ما قيمة فوزك على الضعيف.. أظهره قوياً ليكون لانتصارك معنى!

 

 

Exit mobile version