طلال سلمان

في وداع حبة العقد: فــاروق الزعتــري

يغمرك الحزن وأنت تدخل بوابة صيدا، ويرافقك وأنت تتقدم في شوارعها الجديدة أن هذه المدينة، التي بدأت فيها صناعة التاريخ بإرادة الناس، تعيش وجع الفقد، وأنها تستحضر فقيدها فاروق الزعتري بروحها.
لقد خسرت صيدا حبة العقد فيها، وخسر الجنوب واحداً من مؤكدي وحدته. فعند فاروق الزعتري ومعه وبه كان يتلاقى الجميع من فوق خصوماتهم ومنازعاتهم السياسية والمحلية.
»دار أبناء علي الزعتري« هي مهجع روح صيدا وجوارها من أقصى الجنوب وحتى أقصى الشمال، مروراً ببيروت وصولاً الى الجبل وانتهاء بالبقاع.
قبل الانتخابات وبعدها، قبل البلدية وبعدها، ومن فوق الخصومات وبعيداً عنها كانت دار أبناء علي الزعتري هي أرض التلاقي على الخير والتصافي والتفاهم بين المختلفين.
وبديهي أن ترتدي صيدا ثوب الحداد لخسارة العامل من أجل وحدتها وتضامن أهلها وحماية مسيرتها نحو التقدم…
لقد خسرت صيدا بعض ألقها، لكن التفاف أهاليها من حول هذه الأسرة المفجوعة بفقيدها »أبي فؤاد« يؤكد أن هذه المدينة العريقة ستعوّض خسارتها بالتأكيد على وحدة صوتها وموقفها الثابت من القضايا الوطنية والقومية.
وبديهي كان أن ترتفع رايات فلسطين مجللة بالسواد في وداع »فاروق الزعتري« الذي كإخوته جميعاً، كصيدا جميعاً، كان في نضاله يستذكرها ويحملها في قلبه الى جانب صيداه وكل لبنان.
رحم الله فاروق الزعتري، وحمى الله وحدة صيدا، قلعة العروبة وفي قلبها فلسطين وقضايا النضال العربي جميعاً.

Exit mobile version