طلال سلمان

فلسطين.. نجمة الصبح العربي

فلسطين نجمة الصبح العربي

00:00
نص مقتبس من مجموعة مقالات كتبها طلال سلمان عن فلسطين، وقد ألقيت بصوته في ذكرى السنة الخمسين لصدور العدد الأول من جريدة “السفير”، وفيها:

الحلم أقوى من الهزيمة. قد يسقط صاحبه دونه، لكن الحلم يلتحف النجمة ويتدثر بالشمس ويظل حافزاً من أجل النهوض. لا يكتمل الإنسان إلا بأحلامه، والعيش خارج الحلم اندثار في الصقيع.

والحلم يتجاوز الجيل إلى مَن بعده وينتصب أمامه راية.

وللحلم هويّة مضيئة: هي فلسطين. هي الحرية والكرامة والخبز. هي العروبة والوطنية جميعاً. هي الدين والدنيا.

ولن تهزم فلسطين.

تكتب فلسطين مجددا، بدماء أهلها في غزة هاشم، فصلاً جديداً من التاريخ المضاد للتاريخ الرسمي العربي، الآخذ إلى التيه في صحراء الاستسلام للعدو الإسرائيلي.

وحيدة تقاتل.

وحيدة غزة هاشم، تقاتل أعداء الحياة، حياة العرب جميعاً وحقهم في مستقبل أفضل.

وغزة هي فلسطين، كل فلسطين الآن. هي فلسطين 1948. هي الرجال والنساء والأطفال والأجنة الذين يساقون إلى المجزرة.

وغزة هاشم الفلسطينية هي نجمة الصبح العربي البهي.

ليس لغزة فلسطين إلا دمها مداداً لكتابة المستقبل العربي جميعاً.

ولسوف تكتبه…

وفلسطين المحاصرة، الأسيرة، المضرجة بدمائها، المجوّعة، العطشى، المفقرة حتى أن أهلها لا يملكون رغيف يومهم، مطالبة الآن بتصحيح مسار التاريخ في العالم كله!

إنها مطالبة بأن تفرض على أرباب القوة أن يعترفوا بالمقاومة نقيضاً للإرهاب، فهي تحرر الإنسان الذي يسحقه طواغيت هذا الزمان.

إن المحاصَر في فلسطين الآن هو إنسان القرن الحادي والعشرين، بأحلامه وطموحاته، بمعتقداته وقيمه السامية، بحقه في أن يولد ويعيش في بيته، وفي أن يؤمن بربه كما يراه، وفي أن يمارس إنسانيته بحقوقها الطبيعية، أي الحق في الصحة والتعليم والانتماء إلى أرضه والتعبير عن رأيه بغير قسر.

إن فلسطين اليوم هي آخر ثورات الإنسان، والهزيمة فيها كونية والنصر كوني.

والهارب من فلسطين، اليوم، يخرج من التاريخ.

ليس لنا غير دمنا لنكتب أسماءنا على أرضنا وفي تاريخنا.

وأول أسمائنا وآخرها: فلسطين.

Exit mobile version