طلال سلمان

فـؤاد التـرك زوج لحقيبة ديبلوماسية!

عاش فؤاد الترك حياته كما أحب أن يعيشها.
ظل «الزحلاوي» المولود في حوش الأمراء قبل ثمانين عاماً يمارس حياته كنزهة، قد تطول وقد تقصر، لكن المهم ألا تلتهمها الهموم والمنغصات، ومن فُقد نقش شعاره الخاص: كن عازب الدهر تكن لك كل النساء!
ولقد درس فؤاد الترك الصحافة ثم اندفع منها إلى التاريخ وعلى هامشها التفت إلى الأهلية التربوية، خصوصاً وقد رئس اتحاد طلبة الجامعة اللبنانية ثم تقدم إلى موقع الأمين العام لاتحاد الطلاب الجامعيين.
دخل الوظيفة من باب وزارة التربية، ولكنه سرعان ما غادرها إلى الخارجية حيث تقلب في مناصب عدة، مرتقياً من أول السلم كملحق حتى بلغ ذروته في الإدارة المركزية، مزوداً بخبرة ثمينة جمعها من مواقع عمله في الأميركيتين كما في أوروبا وأفريقيا.
على أن الأديب الكاتب والخطيب المفوّه في فؤاد الترك كان توأم الديبلوماسي ورجل المهمات الصعبة.. ومن هنا فلم يكن يتعاطى السياسة بل الديبلوماسية، وظل يرى نفسه موظفاً عند رب عمل واحد هو لبنان، ومن هذا الموقع رأى أن «أرضنا مثل مياهنا، غير قابلة للتقسيم ولا للمساومة».
ولأنه أديب فقد أضاف إلى العربية الفرنسية والإنكليزية وبعض البرتغالية والفارسية.
أما غلطة عمر فؤاد الترك فهي أنه قد رشح نفسه للانتخابات في العام 2000، وفشل طبعاً لأنه ليس «زلمة» غيره، ولا يملك كاسخة الألغام المذهبة.
وربما حتى لا يهجر «الوسط الديبلوماسي» وأسراره وحكاياته التي لا تنتهي فقد أسهم فؤاد الترك مع زملاء له ممن أعطوا زهرة شبابهم للخارجية في إنشاء المنتدى الديبلوماسي، وتولى رئاسة تحرير النشرة الدورية التي تصدر عنه.
ولفؤاد الترك الوجه الآخر، الزحلاوي ظرفاً، النقاد شفاهة وكتابة، ورجل العلاقات الودية قبل الديبلوماسية وبعدها.

Exit mobile version