الليلة أيضا كانت قاسية على خانيونس وخصوصا شرقيها وشماليها. وازداد استهداف البيوت في غربي خانيونس. ودُمّر منزل مجاور لنا ما الحق ضررا بإحدى نوافذ البيت الذي نقيم فيه وتحطم زجاجه من دون أضرار كبيرة. لكن البيوت المجاورة كانت أكثر تضررا.
أمّا العملية الصهيونية في خانيونس، فهي تنفّذ بالتوازي مع استمرار العملية في شمالي غزة، خصوصا في جباليا وفي الشجاعية. ويوحي الجيش الإسرائيلي باستنفاذ اهدافه غربي غزة، إلا أن ذلك لا يعبّر إلا عن تحقيق أهداف معنوية، كالقول بأنهم مروا في محاور رئيسية، من دون ادعاء السيطرة التامة على اي منطقة.
والأمر ذاته يحصل في شرقي خانيونس، حيث المرور المدمر، وادعاء أن التدمير يطال “الإرهابيين” وحدهم، فيما التدمير يطال فعليا السكان المدنيين كلهم. وتستمر المقاومة في كل مكان تتواجد فيه قوات الاحتلال تقريبا. والمثير للتساؤل هو الهامش الزمني المتاح للقوات الإسرائيلية وفق الرؤية الامريكية. وكانت التقديرات تتحدث عن اسبوعين تقريبا والآن يتحدثون عن نهاية الشهر.
وواضح ان ما يجرى في غزة، من دون أن تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة، يبين استحالة تحقيقها لأي منها في خانيونس أو المنطقة الوسطى، بالإضافة إلى كون رفح واحدة من أكبر المشكلات. فإسرائيل تعتبر ان كل عمليتها في قطاع غزة عديمة المعنى إذا لم تعيد السيطرة على خط الحدود بين مصر وبين قطاع غزة. وخط الحدود هذا يسمى إسرائيليا بـ “خط فيلادلفيا”. واسرائيل لا تتطلع لاستعادة السيطرة على الخط وانما تريد توسيعه واقامة منطقة عازلة فيه. ومن المنطقي الافتراض ان ذلك يعني ازالة ما لا يقل عن ثلث مباني مخيم رفح والمناطق المحاذية للحدود. ويدور الحديث عن منطقة ما بين كيلومتر الى ٢ كيلومتر. وهو ما يشكل مهمة صعبة، وربما أصعب من كل ما جرى. وإذا كان هذا هو الحال، فان عدم تحقيق اي من الأهداف العسكرية للحرب يدفع الى الاعتقاد بأن الحرب ستطول بأشكال اخرى غير قائمة الان. وبديهي ان كل حديث عن حلول سياسية يبدو غير مرتبط بأي منطق خصوصا وأن اسرائيل ترفض كل الحلول الوسط، ويصعب عليها تقبل فكرة الحل السياسي الشامل في هذه الفترة. عموما نحن بانتظار فترة مراوحة ستطول بين الحرب الشديدة والحرب منخفضة الوتيرة.