طلال سلمان

فخري دلول.. وداعاً

…ولقد عشت حياتك، يا أبا زياد، كما تحب أن تعيش يا شيخ الشباب.
بدأت من الصفر لا تملك إلا إرادتك وإلا استعدادك لأن تحفر في الصخر، في الرمال، في البحر. عشت في الصحراء وهي تتحوّل إلى «نعيم» مكيف حتى عرفت كل من فيها وفيه وكل ما فيها وفيه.
عملت دهراً في الكويت، ثم ارتحلت إلى أبو ظبي، ورأسمالك شبابك وعقلك والقلب المفتوح بالود. تعبت كثيراً حتى جنيت ثروة من الصداقات التي حفظتها وحفظتك وأعطيتها فأعطتك.
من فلسطين إلى بيروت الجامعة الأميركية الواقعة خلف «مطعم فيصل» الذي كنا نتلاقى عند بابه إذا ما انتبه الينا بعض أصدقائنا الكبار تكرّموا بدعوتنا… فإلى باريس المكتب الفخم وزوارك فيه مدعوون إلى طاولتك المحجوزة دائماً في «جورج سانك».
ومن كويت الرمل التي تركتها ترتفع بنياناً إلى أبو ظبي التي ساهمت في بناء العديد من مرافقها وعماراتها تحت رعاية بانيها ورئيسها الراحل الشيخ زايد وإلى جانبه ذراعه اليمين الشيخ مبارك، ومن بعده الشيخ نهيان، وقد صار صديقك وصديق أصدقائك… فإلى بيروت التي دخلتها فارساً هذه المرة، تدعو إلى مائدتك من كان يتعامل مع فقرك بشيء من التعالي وأنت تردد: كل ما عليها زائل ولا يتبقى للإنسان إلا كرامته.
ولقد قتلت الفقر بأن فتحت أبوابك لمساعدة المحتاجين، وإنك أوقفت الكثير من مالك على دعم الشركاء في الجرح من ضحايا الحروب الاسرائيلية فلسطينيين ولبنانيين، حتى غدا لك في بيروت ومخيماتها وفي الجنوب وبلداته وقراه التي دمرتها الوحشية الاسرائيلية «حزب» كبير، من الأرامل والأيتام والعجزة، يدعون لك بالصحة والمزيد من النجاح… ويدعون لزياد ومروان وسائر الأشقاء بالتوفيق والتقدم في القارات الخمس، انطلاقاً من نيويورك وحتى موسكو، إضافة إلى البلاد العربية ولبنان هو المركز، وهما يجوبان الآفاق ويعملان بدأب لإضافة النجاح إلى النجاح والإنتاج إلى الإنتاج.
سنفتقد الأخ والصديق والرفيق الطيب ذا القلب الإنساني النبيل وسيفتقدك معنا ومع شقيقك رمزي وسائر افراد الأسرة الناجحة جمع غفير من اللبنانيين والفلسطينيين وأبناء الخليج.
أحر التعازي للعائلة بشيخها رجل الأعمال الناجح وراعي الجالية العربية بعنوان فلسطين في لندن الدكتور رمزي ونجليك العزيزين زياد ومروان وعموم آل دلول والحشد الكبير ممن وصلهم خيرك فدعوا لك بطول العمر. وإنا لله وإنا إليه راجعون.

Exit mobile version