دخلنا إلى بهو الفراغ نسأل عن الغائب الذي كان دائما كثيف الحضور، فاضل سعيد عقل، فقالت لنا الممرضة المقنعة باسم العناية الفائقة:هو على حاله، لم يطرأ على وضعه أي تغيير.
بقينا في قلب الصمت لفترة، ثم انسحبنا خوفا من أن نخدش الهدأة ونشوش على أحلام القلم الكبير الذي كان، بخبرته الطويلة، بمعارفه الكثيرة، بذاكرته الحية، بعبق الشهادة التي تتوسط اسمه فتنسبه مباشرة الى 6 أيار وتلك الكوكبة ممن أعطونا مجد المقاومة لتوكيد الانتماء القومي.
تغلغلنا في قلب الطيف ونحن نمشي الهوينى متقهقرين الى الحزن الذي يزداد كثافة: ستكون النقابة أعظم فراغا، ستكون الكتابة أكثر قتامة، سيكون القليل أقل!
فاضل سعيد عقل: نحتاج الكثير من صمتك لنتعلم الكلام!
طلال سلمان
(*) هذه الكلمة وردت في زاوية »هوامش« بتاريخ الخامس من الجاري لحظة كان الراحل عقل يصارع المرض في المستشفى.