طلال سلمان

غياب »نكهتين« صحافيتين: خازن عبود وعلي هاشم

غيّب الموت، خلال عطلة الأسبوع، زميلين قدما زهرة عمريهما للصحافة في لبنان هما الراحلان خازن عبود وعلي هاشم.
علي هاشم هو »مكتشف الخليج« في الصحافة اللبنانية، كاتباً وصل في معرفة أهل تلك الديار التي لم تكن معروفة إلى حد الدخول في أنساب مشايخها والمصاهرات، وصار صديقاً ونديماً للعديد منهم ودليلاً سياحياً، ومرشداً سياسياً للكثيرين من بينهم، ولم ينافسه في ذلك ومن موقع المحرر لا من موقع صاحب المؤسسة إلا المرحوم معروف سويد.
على أن علي هاشم توغل في المسألة السياسية لأقطار الخليج، فرسم خريطة للقوى الخارجية وتأثيراتها على أوضاع الحكم في تلك المشيخات التي تحولت إلى »دول« بحدود وأعلام وجيوش وعلاقات وتحالفات دولية امتدت إلى البعيد البعيد.
ولقد عانى علي هاشم في سنواته الأخيرة من مجموعة من الأزمات، أخطرها كانت صحية، جعلت قلمه يحتجب عن قرائه… بل لقد احتجب هو شخصياً كذلك، وانطوى على نفسه كمداً، شاكياً تقلبات البشر وتنكّر بعض الأصدقاء والزملاء ورفاق العمر.
أما خازن عبود فقد »تخصص« في إضافة »المنوعات« إلى بعض المجلات والصحف اللبنانية، واقتطع »للمادة الخفيفة« صفحات يمكن أن تهون على القارئ أثقال السياسة وهمومها الضاغطة.
وتميّز خازن عبود بأسلوب طريف، لطيف وخفيف كان »جديداً« نسبياً على الصحافة، وسرعان ما ابتدع أبواباً جديدة، وابتدع تجديداً لصفحات التسلية والأبراج والطرائف، واستحدث زاوية تحت عنوان »خازنيات« سرعان ما صارت كتاباً ثم كتباً.
رحم الله الزميلين اللذين أعطيا الصحافة أحلى سنوات العمر، ثم ماتا بعيداً عنها، لأسباب خارجة عن إرادتيهما.

Exit mobile version