طلال سلمان

غولف الفقراء و«الطس» والكعب

نشأنا فقراء… لذلك كانت ألعابنا كأطفال من داخل بيئتنا الفقيرة.
ولأن والدي كان دركياً فقد اتسعت طفولتي التي أمضيتها «غريبا» في بلدات كثيرة قد جمعت بين ألعاب استولدتها الحاجة إلى ملء الوقت بما يسلّي، حتى لا نذهب إلى العراك، فأهزم بسبب من «غربتي».
في قريتنا كان الفتية يمارسون لعبة قريبة من «الغولف»، إذ يدفعون بكرة من القماش نحو «جورة» يحفرونها في الأرض. وغالباً ما تنتهي المباريات بعراك بين المتنافسين، لا سيما وان في يد كل منهم عصا.
كذلك فقد كانوا يتنافسون في لعبة «الكعاب». و«الكعب» عظمة مفصل من قوائم الخروف والرابح من يستطيع أن يرمي فيقع كعبه مستقيماً.
أما في قرى التجوال مع الوالد الدركي فكانت اشهر الألعاب «الكلة».. وبين «الكلل» واحدة ضخمة نسبياً تسمى «الطس» أو «الطوش»، وصاحب «الطس» هو الفائز دائماً، لأنه يتبدى بالنسبة «للكلل» وكأنه «الزعيم»، بفضل ضخامة حجمه فيكتسح الجنود الصغار، تماما كما يفعل الملياردير مع الفقراء.
على أن أمتع الألعاب كانت حين نتسلل إلى صفوف البنات لنشاركهنّ لعبة «الغميضة» التي تسمح بشيء من الغزل بالملامسة.
.. وأحيانا كنت أتباهى بإلقاء أبيات شعر من «المحفوظات» المدرسية لإبهار الفتيات وتمييز الذات عن سائر الأولاد الذين يضطهدونني بوصفي «الغريب» و«ابن الدركي».
للفقر أيضاً متعه الصغيرة.
طلال سلمان

Exit mobile version