طلال سلمان

غداء رئاسي خاسرين

أما وقد انتهت حفلة »المصارعة الحرة« بالضربة النيابية القاضية فقد جاء زمن الاحتفال..
للنصر مآدبه! ولا بأس من تطييب خاطر من توهموا انهم يمكن ان يربحوا اذا ما خسر »الشريك المفوض«، ثم فجعهم الواقع فاذا هم الخاسرون، ولا بأس من جائزة ترضية تجبر الخاطر المكسور، وتدلل على تسامح »المتقدم بين متساوين« الان وقد تقدم عنهم وعليهم وتركهم على ما فعلوا نادمين.
خلال اسبوع واحد دار الفلك بالبلاد، شعباً ورئيساً وحكومة ومجلساً نيابياً وقوى اعتراض وقوى رفض، دورة كاملة فلم يعد أحد منهم حيث كان.
هل هو »انقلاب من فوق« ضد الذين كانوا قد تخطوا حاجز الهيبة فاقتحموا اسوار الحصانة وخرقوا المحظور، فحق عليهم العقاب المبين؟!
لم يحدث ما يزيد من قوة أي طرف، اذن فلا بد من التدقيق في حجم الخسارة التي لحقت بالاطراف جميعاً، لتحديد من خسر أقل، وبالاستطراد من كان ربحه أكثر!
البعض كان يستحيل عليه ان يربح،
أما البعض الآخر فكان ممنوعاً ان يخسر أكثر،
وبمعادلة رياضية بسيطة فان خسارة الممنوعين من الربح يمكن ادراجها في خانة الممنوعة خسارته.
مزيد من المعادلات الرياضية:
اذا كانت جولة البطريرك الماروني في الشوف قد منحته المزيد من الوهج الشعبي يتعذر عليه توظيفه مباشرة في السياسة، فليس من حق من حشدهم وليد جنبلاط لاستقباله في المختارة ان يستثمروا هم هذا الوهج لمصلحة تكتلاتهم المتعددة الاسماء والموحدة الهدف والتي تشكل ارضاً »مارونية« يمكن تأهيلها لتكون حلبة الصراع (المبكر) لمعركة رئاسة الجمهورية… المقبلة.
لا مجال لمنع جنبلاط من جني الارباح، ثم انه لا خطر من ان يكسب هذا الزعيم الدرزي الجوائز جميعاً، فهي لا تستطيع ان تعطيه اكثر مما في يده الان،
اما »قرنة شهوان« و»المنبر الديموقراطي« و»حركة التجدد الديموقراطي« وغيرها من التجمعات والهيئات التي استولدها الفراغ السياسي وانشغال السلطة بذاتها وباعادة صياغة توازناتها الداخلية فلا بد من السعي لمنع انتظامها في »حلف« مع بعض الحكم ضد بعضه الاخر، متوسلة العلاقة المشتركة بينها وبين كل من البطريرك الماروني والزعيم الدرزي.
لا داعي للبحث طويلا عن »كعب أخيل«: ان لم يسعف شبح ميشال عون فان »صحيفة السوابق« الخاصة ب»القوات اللبنانية« توفر »ذخيرة حية« ممتازة، ثم ان اخطاء بعض قيادييها المستنبتين بضغط الحاجة تُمكِّن من اعادة فتح »السجل الاسود« لهذا »الحزب المنحل« والذي يسهل العثور فيه على خطوط اسرائيلية لم تقفل كلية بعد.
وكانت »الحملة« التي اعادت خلط الاوراق عبر بعثرتها وضرب »نقاط الارتكاز« الهشة او التي اصطنعت على عجل وعلى قاعدة »المخاصمة المشتركة« لقمة الحكم من دون ان يكون ثمة برنامج مشترك او تحالف معلن مع الضلعين الآخرين للمثلث الرئاسي.
ثم جاءت الضربة النيابية القاضية لتستولد لعبة الكراسي الموسيقية التي بدلت في المواقف بحيث اختلفت ارصدة »المواقع« فارتفع من كان في الوادي بينما تدرج نزولا من كان قد اوشك على بلوغ القمة.. المحرمة!
اذا كان مستحيلا ان يستعيد من خسر خسارته كاملة فلا اقل من ان يُحرم من توهموا الربح من جني الارباح الحرام التي تكشف »القمة«، بينما المطلوب تحصينها ومنع تجاوزها وحمايتها من »المتسلقين«… في ليل الازمات!
… والمأدبة اليوم لقاء بين الشركاء في الخسارة، بعدما ثبت انه لا يمكن ان يربح بعضهم على حساب بعض، وان كانت »الدولة« ستظل الخاسر الوحيد وفي الحالات جميعاً.
غداء هنيئاً… لا تأكل غير الصحة!

Exit mobile version