طلال سلمان

عهد سنة رابعة عشر ين

مع هذا الصباح، الأربعاء في السادس والعشرين من آذار 1997، تدخل »السفير« عامها الرابع والعشرين، قوية بقرائها، معتزة بهويتها ودورها، واثقة من غدها برغم الصعاب والمحن والظروف القاسية التي تثقل على الناس والوطن جميعاً.
7652 صباحاً، عدا المنع والمصادرة، كانت »السفير« تجتهد في أن تكون »صوت الذين لا صوت لهم« و»جريدة لبنان في الوطن العربي، جريدة الوطن العربي في لبنان«.
قبل الحرب، وعبر ليل الحرب الدهر، وبعد الحرب، كان لنا دائماً لقاء على الأمل وفي العمل من أجل الغد الأفضل، حيث تزهر الأحلام بالحرية والعدالة والوحدة.
ضاقت الأسواق فحاولنا تخطي أسوار المنع والكلفة العالية، وجاءتنا النجدة عبر التقدم العلمي، وهكذا تمكّن أكثر من مليون قارئ عربي خارج لبنان من متابعة »السفير« عبر شبكة الأنترنت خلال الفترة من آب 1996 وحتى اليوم.
والواقع أن الصحافة مهددة بأن تغدو، أكثر فأكثر، احتكاراً للأثرياء،
كذلك فإن الصحافة مهددة، مع انعدام الحياة السياسية، بأن تغدو من أدوات الزينة والوسائط الاعلانية، مغادرة ما كان يطلبه روادها من شرف الرسالة وما استمروا يحاولونه لتنوير الرأي العام ومساعدته على معرفة الحقائق وتحديد موقف من السياسات والسياسيين، من الحكّام والمتحكّمين في الداخل والخارج.
ومع وعي »السفير« بالتحولات المذهلة التي بدّلت وجه الكون، فارضة على العقائد والإيديولوجيات التراجع لحساب منطق السوق، ومبدلة في طبيعة الصراع لحساب الأقوى، فهي ما تزال تؤمن أن الإنسان هو الأساس، وأن إيمانه بحقه في أرضه وبمستقبله الأفضل فوقها يستحق جهده وعرقه ودماءه أحياناً.
ولسوف تبقى »السفير« صوت كل مقاوم من أجل تحرير أرضه من الاحتلال الإسرائيلي، في لبنان كما في فلسطين، كما في سوريا، وفي كل أرض عربية.
كذلك فلسوف تبقى صوت كل مواطن يسعى إلى تغيير واقعه والخروج من وهدة التخلّف والقهر والظلم إلى آفاق التقدم، وبناء مستقبل يليق بكرامته كإنسان.
لم ينته التاريخ، ولن يكتب خاتمته الأقوى الآن.
لم تنقرض الشعوب ولم تندثر أحلامها، ولن يحمل »النظام العالمي الجديد« الطعام إلى كل فم، ولن توفر الهيمنة الأميركية السعادة للإنسان، ولن تفتح العنصرية الإسرائيلية أبواب الديموقراطية للمواطن العربي المغلوب على أمره والمغيّب عن ساحة الصراع بذريعة انكسار ميزان القوة لصالح إسرائيل، ولن يستعيد لبنان مكانته وازدهاره في ظل فساد السلطة والتغييب المقصود للمؤسسات المؤهلة والقادرة على وقف التجاوز والنهب المنظم.
وإلى اللقاء، مع كل صبح جديد، من أجل وطن يحمي كرامة إنسانه وحقوقه.
وكل عام وأنتم بخير..

Exit mobile version