طلال سلمان

عن اليمن و”جيش الغزو” الإماراتي..

قبل حوالي ثلاثين سنة تمت دعوة مجموعة من الصحافيين العرب لزيارة اليمن، لمناسبة تدشين سد مأرب، الذي اقيم بعد ألف سنة او يزيد، على انهيار السد الشهير الذي يذكره المؤرخون كمحطة بارزة في تاريخ تلك المنطقة.

كانت الطريق بين صنعاء ومأرب مزينة باللافتات حاملة التقدير وشاهدة على فضل رئيس دولة الامارات، الشيخ زايد بن نهيان في اقامة هذا السد الذي سيحول الارض الصخرية القاحلة إلى حدائق وبساتين تطعم أهلها وتشهد على قدرتهم على الانجاز.

أما في منطقة السد المنوي افتتاحه، فكانت اللافتات وصور الشيخ زايد ترفرف في الجو وتغطي مقاعد الضيوف، في حين كان اليمنيون يفاخرون بأن الشيخ زايد يتحدر من اصول يمنية.

لم يحضر الشيخ زايد شخصياً، يومها ذلك الاحتفال، وأبدى كثير من اليمنيين خيبة املهم وعتبهم على “ابنهم الشهم” الذي غاب عن انجاز يفاخرون به، ويقدرون له مساهمته الخيرة في انجازه.

*****

اليوم تهاجم قوات عسكرية تحمل راية دولة الامارات اليمن، و”تحاصر” الحديدة بعدما “احتلت” عدن، وبعدما “غزت” قواتها جزيرة سوقطره اليمنية.. وتسارع الولايات المتحدة الاميركية إلى “تحذير” الامارات من احتلال مدينة الحديدة التي يزيد عدد سكانها عن اهل دولة الامارات مجتمعين..

وليس السؤال عن جنسية هؤلاء الجنود المنتظمين في “جيش الامارات” وكم منهم من اصول يمنية، وكم من المرتزقة، وكم من جماعة “البلاك ووتر”، بل عن اهداف هذه الدولة الصغيرة، برغم غناها الهائل، من احتلال بعض اليمن، بالتنافس مع السعودية التي تقاتل اليمن منذ ثلاث سنوات، بالتحالف مع الكوليرا والفقر ثم الفقر ثم الفقر!

 

 

Exit mobile version