الربيع، هذا العام، أجمل مما تعودنا، والبساط الاخضر يُغريك بالاستلقاء فوق العشب، متحديا كورونا، وانت تستمع إلى شدو الحساسين والبلابل والشحارير، بمواكبة رفيف الفراشات التي تتطاير من حولك كأنها تنشد بفرح الترحيب بالشهر المبارك، يبشر بالخير والوفرة، مما يخفف من وطأة اثقال كورونا والحجر المنزلي، وارتفاع سعر صرف الدولار حتى لا تطاله يداك.
ربما لأننا نكاد نغرق في بؤس ايامنا على المستويات كافة: السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والدولار يرتفع امام عيوننا كحبل المشنقة، وايادينا تكاد لا تطال الرغيف، والمصارف تخفي ارباحها وراء ظهر حاكم مصرف لبنان وهندساته المالية، والجوع كافر، ولا حول ولا قوة الا بالله.
الربيع ينسيك بجمال الخصب الموعود في خضرته الباهرة همومك، ولو لبعض الوقت، وينشيك بنسائمه الرقيقة التي تأخذك إلى الهوى والشباب والامل المنشود، وباء كورونا ومخاطره بل مقاتله في اربع رياح الارض.
لن يصل وباء كورونا اليك. ستقتله الطبيعة بالهواء النظيف والمنعش، وستنقذك منه لتكمل حياتك مثقلا بهموم معاشك، وحماية اهلك، كبارهم والذرية الصالحة واحفادك ضمنها.. ولكن هذا الهواء المنعش لن يستطيع التغلب على مخاطر العجز في موازنة دولتك، والعجز عن وقف امواج الفقر التي تكاد تلتهم البشر والحجر وكل ما هو اخضر.. وجميل.
لنقاوم العجز في ميزان المدفوعات وجراثيم الامراض القاتلة بعنوان “كورونا” بإرادة الحياة، والربيع الذي ينشيك وينشط دورتك الدموية ـ فتحس انك عفي، اقوى من جميع الاوبئة والامراض بابتسامات ابنائك واحفادك والناس الطيبين والطبيعة الجميلة التي تضيف إلى قيمة الحياة مما يجعلها لائقة بأبناء الحياة.