طلال سلمان

علي خواجه: الزميل الذي كتب بروحه

غاب »الطيف« الذي كان بصمته ووداعته وابتسامته يملأ مبنى نقابة الصحافة، يتفقد الغائبين ويسهر على راحة الحاضرين، ويظل يدور قلقاً حتى يكتمل النصاب فيطمئن الى ان الأرض تتابع دورانها حول الشمس وأن بوسعه أن يرتاح.
»علي خواجه« كاد لشدة ذوبانه بالنقابة أن يغدو زميلاً، ولعظيم حبه لأفراد الأسرة الصحافية أن يصير له حضوره في كل صحيفة أو مجلة، يقلق ان تعطلت واحدة منها، وينزعج إن سمع خبراً عن مرض أي من أعضاء مجلس النقابة، ويدلف الى بيته أو إلى المستشفى فيطمئن عليه، ثم ينصرف بهدوء كما جاء، لا ينتظر الشكر ولا يطلب ردا للتحية التي ولا أحسن منها.
ولم يكن يظهر امتعاضا إلا حين يمازحه أحد فيقلب اسمه ليجعله »الخواجا علي«، ذلك أن علي كان يعتز باسمه كما هو، ولم يكن يطلب ترفيعا أو ارتفاعا في سلم الرتب والرواتب. كان يؤمن بأن التقاعد كنز لا يفنى، وكان يعتز بأن كنزه الحقيقي في أولاده الخمسة الذين أعطاهم نور عينيه، وحرص مع زوجته الطيبة على أن ينشئهم أفضل تنشئة.
علي خواجه تركنا أمس الأول، ورجعت نفسه راضية مرضية إلى بارئها.
وسنحس فراغا في النقابة التي كان علي خواجه حارسها وحامل مفاتيحها والمؤتمن على نصابها وروحها.
رحم الله علي خواجه، والعزاء لزوجته ولأولاده جميعا محمد ومحمود ولميس ورنا وعلا، وللنقابة وللأسرة الصحافية التي افتقدت رجلاً لم يكتب في حياته كلمة ولكن روحه طالما كتبت أجمل المقالات.

Exit mobile version