طلال سلمان

على الطريق 5 حزيران والبنادق…

5 حزيران الثامن سيعبر اليوم القناة!
سيعبرها من الشمال إلى الجنوب، ومن الجنوب إلى الشمال، من الشرق إلى الغرب ومن الغرب إلى الشرق… وراية سالزبورغ خفاقة فوق ساريته تقول لنا، للعالم: نحن هنا بعد، نحن لم نرحل ولم نهاجر ولم نتشرد في الآفاق (مثل الملايين من أبناء الصابرة القادرة العامرة مصر)..
5 حزيران الثامن سيعبر اليوم القناة، إلى الخليج فيحيي صديقنا الجديد: شاه إيران.. وبالفارسية. وربما انعطف لتحية مقاتلي الشاه في مسقط وعمان وظفار، ولسوف يرحب به الشيوخ بإحدى وعشرين طلقة مدفع في كل مرسى ومعبر،
5 حزيران الثامن سيهبط اليوم في مطار بيروت الدولي، معوضاً أهل الفنادق والملاهي والخمارات عن المصطافين العرب الذين ربما لا يجيئون خوفاً من القنص والخطف والتعذيب المبتكر،
5 حزيران صار كثير الأبناء، وصارت أسرته حاكمة ومتحكمة بين المحيط والخليج،
5 حزيران يكبر، يكبر، يكبر: التهم العبور والأبطال الذين عبروا، التهم المناضلين والأحرار والشرفاء في مصر وأقطار أخرى، التهم الأصدقاء والحلفاء… ولم يشبع بعد،
5 حزيران يصير ورماً، والورم يصير خبيثاً، والخبث يحاول افتراس الشمس والزنابق وبنادق المقاتلين،
لكن الشمس أقوى، بشهادة التاريخ،
والزنابق أقوى، بشهادة الأجيال الجديدة التي اندفعت إلى الساح لتقاتل القهر والقاهرين، الغصب والغاصبين، إسرائيل والإسرائيليين حكاماً كانوا أم جيشاً غازياً مدججاً بالسلاح الأميركي،
أما البنادق فهي هي صاحبة القرار، ووحدها التي تقرر نهاية هذا اليوم الممطوط دهراً،
… وعلى الطريق إلى فلسطين نقطة النهاية لـ 5 حزيران، لأن عليها نقطة البداية للعصر الجديد.

Exit mobile version