طلال سلمان

على الطريق 2 نيسان : عربي أيضاً!

كما أن كثيراً من الأنظمة العربية تقول آراءها وتعلن سياساتها بلسان لبناني، وفي بيروت، فإن العديد من تصرفات النظام اللبناني تتجه أساساً لخدمة حلفائه من عرب الأنظمة.
وبالتأكيد فإن لبنان النظام قد باع، وأكثر من مرة، تصديه للحركة الشعبية وقمعه لها، ولو بالعنف، لهذا أو ذاك من الأنظمة العربية.
إن وحدة المطامح، ووحدة التصور للمستقبل العربي، تستتبع بالضرورة وحدة القمع.
ولا يمكن، إطلاقاً، فصل تحرك الفقراء في لبنان، والمناضلين من أجل غد أفضل، عن القضية القومية.
فالفقر اللبناني مرتبط بالوجود الإسرائيلي، وإهمال الجنوب إلى حد الاستعداد للتفريط به قضية عربية يدفع ثمنها أبناء جيل عامل وهو بهذا المعنى من الطبيعة نفسها التي للفقر السوري، والمصري، والأردني ناهيك بالادقاع الفلسطين. وبهذا المعنى هو يتصل، من جهة أخرى، بالغنى الفاحش لعرب النفط: بمقدار ما يقصرون في أداء واجبهم القومي، تكون الضريبة المترتبة عليه أبهظ.
ونضالات طلاب لبنان، إنما تجسد طموح الشباب العربي كله لأن يسهم إسهاماً جدياً في معركة القضاء على التخلف.. ومن هنا يكتسب قمعها دلالة خاصة: إنه قمع جبهة التخلف التي تنتظم سائر الرجعيين العرب لإرادة التغيير التي يعبر عنها الشباب العربي في مختلف بقاع وطنه الكبير.
والتحرك الواسع لعمال لبنان يتصل هو الآخربإرادة التغيير، فليس معقولاً أن تظل الصناعة العربية على بؤسها الحالي في عصر الثورة التكنولوجية الهائلة، وليس معقولاً أيضاً أن يظل العامل – أحد بناة النهضة المنشودة – مقهوراً، مهدداً في رزقه وقوت عياله بسيف الصرف الكيفي، ومحروماً من التأمينات والضمانات اللائقة بكرامة الإنسان.
على ضوء هذا كله يصبح 2 نيسان يوماً عربياً في لبنان: إنه اليوم الذي تغيب فيه الطائفية، أو تكاد، عن حركة شعبه..
ومتى بهت الوجود الطائفي برزت السمات الوطنية الأصيلة،
والوطنية تقدمية بالضرورة،
ومن باب الوطنية ذات المضمون التقدمي يلج لبنان رحاب العمل القومي.. وليس بالتأكيد من باب قصور شيوخ النفط وأمرائه الأشاوس!

Exit mobile version