طلال سلمان

على الطريق يبقى لنا ونبقى له

وتمضي الأيام، وتطول الرحلة، وتبقى أهدافنا ذاتها، ويبقى إيماننا هو هو،
ذلك أن أهدافنا عظيمة وتستحق منا، ومن الآخرين بل ومن الناس جميعاً، مثل هذا العناء وأكثر، وتهون في سبيلها المصاعب والمتاعب والتضحيات بالغة ما بلغت،
وما أهدافنا؟
إنها بسيطة ككل المبادئ المقدسة، نظيفة كما الحقيقة، مشعة كما الشمس ومثلها قوية.
أول أهدافنا: الوحدة… وحدة لبنان أرضاً وشعباً، بحيث يبقى بإرادتنا، وبحيث يغدو كما هو في طموحنا: وطناً واحداً مواحداً لكل أبنانئه من الناقورة إلى النهر الكبير،
ثاني أهدافنا: تأكيد هوية لبنان القومية، فهو بلد عربي، كما نصت الوثيقة الدستورية، له على أمته ما لسائر الأقطار العربية من حقوق، وعليه ما عليها من واجبات، لاسيما في صراع الوجود ضد العدو الصهيوني.
ثالث أهدافنا: الحرية. ونستدرك، على الفور، فنقول إننا نفهم تماماً معنى أن تكون هذه الحرية مسؤولة، وأن تكون حدود مسؤوليتها تلك الضرورات التي يفرضها هدف الحفاظ على لبنان ووحدته وسيادته وهويته القومية.
رابع أهدافنا: العدالة الاجتماعية، بما هي مساواة وتكافؤ فرص بين المواطنين، بحيث لا يحرم أحدهم حقوقه التي كفلها الدستور وشرعة حقوق الإنسان.
الوحدة. الوحدة. الوحدة.
وحدة لبنان الدولة. وحدة لبنان الشعب، وصولاً إلى وحدة لبنان الوطن، وإلى وحدة الانتماء القومي لهذا البلد العربي بالوجود وبالدور كما بالمصير.
الوحدة. الوحدة. الوحدة.
الحرية. الحرية. الحرية.
ثم العدالة الاجتماعية…
وكل ما عدا ذلك هين،
القضية أن يبقى لبنان، وأن تبقى وحدته، وأن يبقى انتماؤه، وأن يبقى لنا – نحن جميع أبنائه – وأن نبقى له،
والقضية أن يستمر النضال من أجل الأهداف العظيمة ذاتها، وبالإيمان الراسخ نفسه، مهمما طال المشوار… إذ “لا بد من صنعاء ولو طال السفر”، كما قال شاعر يمني قديم.
مع استدراك ضروري هنا نردده بلسان شاعر كبير معاصر:
“وطني ليس حقيبة،
وأنا لست مسافر”

Exit mobile version