طلال سلمان

على الطريق وماذا عن “الرهينة” العربية؟

مرة أخرى: لن يعوّض العرب أن يستعيدوا الكويت بخسارة العراق،
مرة أخرى: لن تربح قضية الوحدة إذا استعاد العراق “كويته” وخسرت الأمة عراقها ومعه الكويت.
مرة أخرى: لن يتعوض فقراء العرب ولن يأخذوا حقهم من أغنيائهم إذا ما تم تدمير العراق (والكويت) وتم تطويب النفط العربي نهائياً للأميركيين ومن معهم، بآباره ومصافيه ومعابره ووسائل نقله… ناهيك بالعروض والمشيخات.
ليست قضية كيدية: إذا مت عطشاناً فلا نزل القطر!
وليس تعويضاً لفقراء العرب أن تذهب الثروة التي يحتكرها الآن “أغنياؤهم” إلى الخزينة الأميركية لتستخدمها في إذلال العالم بأسره والهيمنة عليه وإفقاره بدوله وشعوبه في الشرقين والغربين وما بينهما.
مرة أخرى: لا بد من إسقاط الذريعة “العربية” للحرب الأميركية على العرب،
لا بد من خروج الجيش العراقي من الكويت،
لا بد من سحب فتيل الحرب ضد العرب كلهم تحت عنوان العراق.
لا بد من حماية العراق، لا بد من إنقاذ شعبه وجيشه ومنشآته، و هذه كلها بين عناصر الثروة القومية، وبين أسباب “غنى” المواطن العربي وأسباب قوته. وهي أعز على قلب العربي من أسرة حاكمة في الكويت ومن حاكم فرد في العراق، تلك متهمة بالتشاوف على أمتها وبالتقتير عليها وبالإسراف في إنفاقها على ذاتها، وذاك متهم بالتفرد والتجبر والغطرسة والهوس بالسلطة وتوريط الأمة في حروب تستنزف خيراتها وتدمر إنسانها.
ومع تزايد الرسائل والإيحاءات المباشرة بين بغداد وواشنطن والتي ترجح احتمالات التفاوض فالتفاهم فالتقاسم، فإن بعض التساؤلات تفرض نفسها حول الأهداف الأصلية لغزو الكويت.
وإذا كان النظام العراقي قد لبى واحداً من الشروط الثلاثة لجورج بوش كدفعة على حساب اللقاء الأول للمفاوضات المباشرة، بإطلاق سراح الرهائن الأجانب، فمتى وبأي ثمن تراه سيلبي الشرطين الباقيين،
التراجع عن الخطأ فضيلة.
ولكن هل تطلب الفضيلة من الأجنبي فقط؟!
ولماذا لا يكون مصدرها الشقيق العربي أيضاَ؟!
ومع الترحيب بخطوة إطلاق الرهائن، واحتجازهم لم يكن مبرراً أصلاً، فإن العرب ينتظرون أن يتوجه إليهم النظام العراقي ولو مرة واحدة بغير لغة الحرب أو أكلافها… ولاسيما الحرب ضد الذات.
إنهم ينتظرون إطلاق رهينتهم “الكويت”،
وبعد ذلك تستعيد اللغة سويتها، وكذلك السياسة العربية ومؤسساتها المعطلة الآن بالحرب أو بالخوف من الحرب.

Exit mobile version