طلال سلمان

على الطريق لِـمَ لا يجتمعـون؟!

كم كانت الصورة في ساحة النجمة، مساء أمس، ناطقة ومعبرة:
آلاف مؤلفة من عمال لبنان وفقرائه يملأون الساحة المبقورة البطن، والشوارع المتقاطعة فيها، يهدرون بالغضب والنقمة، يتوسطهم ذلك المبنى العتيق الصامت الصامت كالموت!
المواطنون يهتفون، يصرخون، يلوحون بقبضاتهم، ومبنى المجلس بارد، مسكون بالشلل والفراغ وأسطوانات الحكي الرنان!
الرغيف، الرغيف، يقولون، ثم يتلفتون فلا يجدون حولهم غير رجال الشرطة والدرك بالخوذ الحديدية والرشاشات الأميركية الحديثة!
وتكاد تسألهم: إلى من توجهون النداء؟ من تخاطبون؟ وممن تطلبون أو تأملون أن يأتيكم الرد؟
وتكاد تفزع من التداعي المنطقي الذي تجذبك إليه صورة الحشد:
لم لم يكن هؤلاء في بعلبك يوم 7 آذار؟
ولم لم يكن هؤلاء وأولئك في شورع بيروت وطرابلس وصيدا وصور، مع جماهير الطلبة والمصفحات تطاردها لتفرقها “حرصاً على السلامة العامة”؟
ولم لا يجتمع هؤلاء وأولئك والآخرون الذين باتوا أمس بلاخبز، وسيبيتون غداً بلا خبز، لأن أصحاب الأفران يريدون أن يرفعوا سعر الرغيف ليطعموا أكلة الجبنة الذين لا يشبعون؟
لم لا يجتمع الكل في حركة واحدة، ويختفي منظر الطواف العبثي حول حائط المبكى القائم في ساحة النجمة؟
تلك هي المسألة.
تلك هي المسألة.

Exit mobile version