طلال سلمان

على الطريق قمة… حدّ “الحد الأدنى”!

إنها إعادة تأسيس لجامعة الدول العربية ففي 1945 قامت الجامعة بسبع من الدول فقط ليس بينها واحدة مستقلة تمام الاستقلال ولكنها كانت تحاول أن تستفيد من التناقضات الدولية لتستخلص استقلالها من الاستعمارين الفرنسي والبريطاني.
لكن الاستقلال الناقص لم يمنع هذه الدول من مواجهة المشروع الصهيوني الوليد على أرض فلسطينز
باختصار، بعد قمتين وإنصاف قمم، أقر العرب بالواقع الإسرائيلي على أرضهم وأقاموا معه هدنة على أمل أن “يحرروها في ما بعد”.
منذ ذلك الحين والقمة مرتبطة في ذهن المواطن بالنكبات يتسبب العجز العربي في هزيمة فتكون قمة لما بعد الهزيمة، ثم تصبح هذه القمة ولادة الهزيمة التالية التي يعقدون لها قمة لتدارك نتائجها.
وإذن هزيمة فقمة، وقمة فهزيمة، وأحياناً يتفاصحون فيسمونها قمة الهزيمة أو هزيمة القمة.. قمة المهزومين أو قمة المهزومين بالقمة.
الاستثناء الوحيد كان القمة الفلسطينية الأولى التي دعا إليها الرئيس الراجل جمال عبد الناصر، والتي كان موضوعها المعلن فلسطين: كيانها السياسي، شخصيتها، أداة شعبها التنظيمية، التحديد الدقيق لمسؤولية العرب جميعاً في الصراع العربي – الإسرائيلي.
كانت قمة 1964 في القاهرة قمة بعث الكيان الفلسطيني عربياً، وهو الكيان الذي امتصته بالمعنى السياسي قمم النكبة بين 1947 وإعلان المملكة الأردنية الهاشمية سنة 1950 وكان طبيعياً أن تستولد مع الكيان الفلسطيني قيادة عربية عسكرية موحدة محددة فيها الأدوار ومنسقة بين دول المواجهة ودول المساندة بقليل من القطران وكثير كثير من الدعاء.
على إن ذلك المشروع العربي المتوجه إلى المستقبل لم يكتب له أن يعمر طويلاً فانطوى بهزيمة 67.

Exit mobile version