طلال سلمان

على الطريق فلتنقذ الجامعة نفسها..

نعرف سلفاً، إن جامعة الدول العربية لن تستطيع إنقاذ لبنان من محنته،
ذلك لأننا نعرف إن “الدول” التي لا تريد إنقاذه هي الأقوى في داخل الجامعة كما في خارجها.
كذلك فنحن نعرف لماذا تصر هذه الدول الأقوى على تركه يحترق، بل ولماذا تصب من زيتها الوفير على ناره كلما هدأت حتى تأكله بكل من وما فيه من أفكار الثورة والمقاومة المسلحة والحريات الديمقراطية جميعاً (صحافة، نشر، كتب، إنشاء أحزاب وجمعيات ونقابات الخ)…
لهذا لن نطالب الجامعة بما لا طاقة لها عليه، بل إننا لا نطالبها حتى بإنقاذ قرية واحدة أو مخيم مثل تل الزعتر.
على إن من حقنا أن نطالب الجامعة بأن لا تمسح بأن تستخدم أختامها الرسمية واسمها ودورها كمؤسسة ذات طابع قومي في توقيع الوثائق الخاصة بإقامة إسرائيل عربية محل لبنان الذي عجزت عن إنقاذه، وانقصت من عروبتها الرمزية يوم قيامها لكي يتكرم نظامه الطائفي المعادي للعروبة بقبول الدخول إلى رحابها.
كل ما نريده ونطلبه من الجامعة العربية أن تنقذ نفسها ودورها التاريخي (المفترض) فلا يحرقها “الأقوياء” بتحميلها مسؤولية جرائمهم القومية التي ارتكبوا ويرتكبون في لبنان وفي غير لبنان، وأساساً في الأقطار التي يحكمون.
ستقوم إسرائيل جديدة، عربية الوجه غربية القلب والهوى والللسان… حسناً، ولكن فلتقم ممهورة بتواقيع الذين أقاموها صريحة.
فليحمل جسمها وشم السيفين المتقاطعين من حول نخلة، ومعه سلسلة من آبار النفط بعدد إماراتها في الخليج،
وليحمل جسمها، أيضاً، نقوشاً يرمز كل منها إلى عرش من العروش “العربية” الشريفة التي أقامتها،
وليحمل أيضاً أسماء بطل اتفاق سيناء، والبطل الآخر المحارب في لبنان بدلاً من الجولان، وغيرهما من أصحاب السيادة الرؤساء الاشتراكيين الوحدويين والديمقراطيين جداً بشهادة واقع الأقطار التي بها يتحكمون.
وليحمل بالذات وبالتحديد اسم بطل الثورة المضادة في الجزائر معتقل أحمد بن بللا والعروبة وطموحات التقدم في بلاد المليون شهيد،
ولتكن الجامعة مثل شعب لبنان العربي، ومثل شعب فلسطين العربي، ومثل حركته الثورية: ضحية بدلاً من أن تكون السكين، ولتحفظ الجامعة تلك الآية التي تزين صدر قاعتها الرئيسية: “كنتم خير أمة أخرجت للناس”.
… فلعل الذكرى تنفع المؤمنين.

Exit mobile version