طلال سلمان

على الطريق عبوة لنسف بيروت العربية

من بيروت إلى الشمال وبالعكس،
من بيروت إلى الجنوب وبالعكس،
من بيروت إلى بيروت وبالعكس،
دائماً بيروت بما هي جنوب وشمال وجبل وعاصمة “للقضيتين” اللبنانية والفلسطينية، وهما – للمناسبة – ليستا أكثر من وجهين للقضية الواحدة المتعددة الأسماء: قضية الصراع العربي – الإسرائيلي.
وهكذا فإن العدو واضح مهما حاول أن يتستر أو يتخفى وراء مسميات محلية، سياسية أو طائفية أو حتى عسكرية، وكذلك فأهداف العدو مكشوفة مهما تذاكى في تغطيتها بعوامل الفتنة الداخلية أو النزاع بين “اللبنانيين” و”الفلسطينيين” أو بين “اللبنانيين” و”السوريين” أو بين “السوريين” و”الفلسطينيين” الخ..
العدو هو إسرائيل سواء أكان “شرف” التنفيذ معقود اللواء للميليشيات أم لأجهزة الاستخبارات أم لشبكات التخريب العاملة في طول المنطقة وعرضها لإحراقها بنيران الفتن والحروب الأهلية وجرها إلى … كامب ديفيج.
والأهداف هي هي دائماً: تركيع العرب وإجبارهم على إكمال ما بدأه أنور السادات والاستسلام لإسرائيل تحت مظلة الهيمنة الأميركية الشاملة.
وفي بيروت، بالذات، يمكن أن توجه الضربات الموجعة إلى معظم العرب الذين لم يستسلموا بعد لمنطق الاستسلام.
ومن بيروت يمكن أن تفتح نافذة تؤدي إلى الصلح مع إسرائيل وتكون بديلاً لبوابة كامب ديفيد.
ولهذا يمكن القول إن كل من في بيروت مستهدف بعبوة البسطة الناسفة: جيش لبنان العربي وقائده ورئيس أركانه، أنصار الثورة ومن يناصرون، أهل بيروت وسكانها الذين احتضنوا ولا يزالون يحتضنون الثورة ومقاتليها، المقاومة الفلسطينية، وبالطبع بل وأساساً قوات الردع العربية وسوريا بوصفها الحصن الأخير.
إن العبوة الناسفة في البسطة مثلها مثل حادث الخطف في الشمال، مثلها مثل مدافع سعد حداد الإسرائيلية التي عات تدوي في الجنوب، لا تستهدف فقط بسطاء الناس من أهل بيروت وسكانها الذين كانوا يشترون أدوية لمرضاهم من صيدلية مصطفى الترك، أو يشترون لعباً لأطفالهم لعلهم يجدون لحظة فرح في عيد الأضحى، بل تستهدف معهم القمة العربية العتيدة في تونس بوصفها ذروة جهود تبذل لحصر أسباب التفجر في لبنان ووقف النزيف العربي فيه.
إنه العدو، إنه إسرائيل، مهما كانت “هوية” أو “انتماء” اليد المنفذة.
وكلنا، كلنا بلا استثناء ضحاياها،
فدعونا لا نحول بصرنا عن العدو، ولا ننشغل بما يريدنا أن ننشغل به عنه.

Exit mobile version