طلال سلمان

على الطريق حتى لو…

لن يسقط لبنان في الفخ،
لن ينجحوا في جر المواطن الطيب الشريف إلى مستنقع الطائفية، حتى يتساوى بهم وتتحقق خطتهم لقبرصة لبنان بافتعال اقتتال أهلي فيه.
لن يمر المشروع الاستعماري الجديد، المشروع الذي يعد بمثابة وثيقة تأمين لإسرائيل في حاضرها ومستقبلها،
برغم عمليات الخطف والتنكيل والتعذيب الوحشي،
برغم الحوادث المفتعلة والاستفزازات والقسوة التي تستهدف الإرهاب واستثارة ردود فعل من الطبيعة ذاتها،
برغم محاولات استعداء الجيش على الشعب والشعب على الجيش،
برغم محاولات إكراه المواطنين على التعامل بغرائزهم، باردأ وأسوأ ما فيهم، بترسبات عهود القهر الاستعماري الطويل،
برغم اتضاح الترابط بين هذا الذي يجري في لبنان، وذاك الذي يدبر في واشنطن وغيرها من العواصم البعيدة ضد لبنان وشعبه وضد المقاومة الفلسطينية فيه وضد الوطن العربي برمته،
برغم هذا كله، فإن لبنان سيبقى. سيبقى قوياً بطموح شعبه المشروع إلى وطن حقيقي وإلى انتماء حقيقي، وإلى قضية حقيقية،
إن همومه حقيقية،
إن جراحه حقيقية،
إن الدماء الغزيرة التي نزفت وتنزف من جسده دماء حقيقية،
إن الذين سقطوا من أبنائه ، ضحية للإرهاب وللابتزاز السياسي، هم أبناء حقيقيون،
وبهذا المعنى فإن الذين يكلفونه كل هذا الثمن الباهظ يضعون أنفسهم في مواقع أعدائه الحقيقيين،
حتى لو عمموا الاستفزاز والإرهاب وحوادث الخطف على جميع المحافظات والأقضية، المدن والقصبات والقرى والدساكر، الأحياء والأزقة والشوارع الخلفية،
حتى لو عذبوا كل إنسان،
حتى لو قتلوا ألفاً أو ألفين،
حتى لو طاردوا بالرصاص كل شيء حي.. حتى الهواء،
سيبقى لبنان وشعبه وطموحاته الأصيلة،
فلبنان الحقيقي، لبنان اللحم والدم، لبنان الفقراء من الفلاحين والعمال وصغار الموظفين، ليس طائفياً، ولن يكون ولن يصير،
وهذا ما يرعبهم فيدفعهم إلى مزيد من العنف والتقتيل والاستفزاز،
إن لحظة الحقيقة تقترب،
إن لحظة الحقيقية تمتد – كالسيف – فوق أعناقهم،
وجرائمهم تكشفن أول ما تكشف، رعبهم هم… وقوة لبنان، لبنان الشعب الطيب الشريف الفقير.

Exit mobile version