طلال سلمان

على الطريق حتى لا تغتال الدولة

لم يكن لرشيد كرامي خصم شخصي، ولا كان وراء القرار باغتياله ثأر قديم. كانت اليد الإسرائيلية توجه ضربة قاضية إلى الدولة بشخص “رجلها” الأول، الأصلب والأكفأ والأكثر نزاهة والأصرح في التعبير عن التزامه الوطني والقومي.
اغتيل رشيد كرامي لأنه “رجل الدولة” بما هي وحدة الشعب والأرض.
واغتيل لأنه، وهو ابن النظام، كان يعمل جاهداً لتطوير ذلك النظام بحيث يغدو أكثر عدالة وأقل طائفية، وأقرب إلى مطمح الناس في “جمهورية” يسودها مناخ من الديموقراطية والمساواة بين مواطنيها، ولا تأخذها الهجانة بعيداً عن هويتها القومية.
اليوم تفتقد الدولة رجلها.
وليس بدافع الثأر أو الانتقام وإنما بقصد تأكيد عودة الروح إلى الدولة، وبقصد تعزيز وحدة الأرض والشعب، ينبغي العمل بجد لكشف كل من حركته اليد الإسرائيلية، أو ورطه العمى السياسي والهوس التقسيمي الانتحاري، في عملية اغتيال رشيد كرامي “الدولة” الواحدة الموحدة.
فكشف الأدوات، ومن ثم المخطط، يأتي في سياق تحصين المستقبل وليس فقط المحاسبة عن الماضي.
فدولة لا تكشف ولا تحاسب الذين حاولوا اغتيالها عبر رجلها الأول ستبقى معرّضة للاغتيال من الداخل، كما من طرف عدوها القومي في الخارج الذي يزحف يومياً إلى داخل الداخل.

Exit mobile version