طلال سلمان

على الطريق بدلاً من سيناء!

ليس من أجل هذا الذي يحدث في المحلة الكبرى بني جيش مصر وأعيد بناؤه بتضحيات الشعب الفقير العظيم.
وليس من أجل هذا فجر جيش مصر ثورتها المباركة في 23 يوليو 1952. بل إن بين الأسباب الأساسية التي دفعت الجيش إلى الثورة إن الملك أراد استخدامه لضرب الشعب وقواه العاملة.
ويذكر شعب مصر لجيشه إنه رفض يوم 26 كانون الثاني (يناير) 1952، وإبان حريق القاهرة الشهير، أن ينفذ أوامر الملك فيقمع جماهيره الغاضبة والحزينة.
ثم إن جيش مصر ليس ملكاً لها وحدها. لقد وضعه عبد الناصر في خدمة الثورة العربية وأهداف نضال الشعب العربي في مصر وخارجها، وطموحاته إلى الحرية والاشتراكية والوحدة.
لقد أنهى عبد الناصر دور الجيش كقوة قهر للشعب، عمالاً وفلاحين وطلبة وفقراء، وأعاده إلى موقعه الطبيعي بين هذه القوى: درعاً للشعب ومنجزاته ومكتسباته ومطالبه، وقوة قهر لأعداء الشعب في الداخل والخارج.
وعرفت مصر، والعرب، بل والعالم الثالث، دوراً جديداً للجيوش لم يكن لها في السابق، كأداة تغيير وتقدم وتحرير.
ومن خلال استيعابه لهذا الدور، وتجاوبه معه، أمكن لجيش مصر العظيم أن ينتصر في معركة العبور، وأن يدمر خط بارليف وأن يضع نقطة النهاية للمشروع الاستعماري الاستيطاني ممثلاً بإمبراطورية إسرائيل الكبرى.
وإنه لمن المفجع، أن يستخدم جيش مصر في دور قمعي ضد عمال مصر، بينما تحاك المؤامرات وتدبر الخطط وتتم المفاوضات لتعطيل دور هذا الجيش ضد العدو القومي والوطني والطبقي والعنصري.
وإنه لمن المفجع، أن يمنع هذا الجيش من إكمال معركته في رمضان بتحرير الممرات وسيناء، ثم يرسل اليوم “لتحرير” المحلة الكبرى من عمالها!
ومن قبل أرسلوا الجيش ليموت بأسلحة فاسدة في فلسطين، فعاد ليعيش مع شعبه في القاهرة،
.. والمحلة الكبرى أقرب إلى القاهرة من فلسطين!

Exit mobile version