طلال سلمان

على الطريق انقذوا طرابلس

ما يجري في طرابلس، ولطرابلس، جريمة.
وما يجري هو أقرب ما يكون إلى محاولة تأديب، تتم بأسلوب قذر ورخيص، الام ما فيه ترك الأمور تبدو وكأن “الطرابلسيين” يروعون “الطرابلسيين” ويملأون لياليهم ونهاراتهم بالقلق والعذاب والخوف من موت مجهول المصدر ومجهول السبب، مجهول المياعد!
وأي جريمة ارتكبتها طرابلس حتى يفرض عليها أن تختنق وهي محاصرة بإرهاب الدولتين: دولة المطلوبين ودولة المسؤولين الذين لا ينهون أسطورة المطلوبين، فوراً وبأي ثمن.
وإلى متى يطلب إلى طرابلس أن تصبر وأن تجتر آلامها بصمت، ولماذا الصبر والصمت، والام سيؤديان؟
وإذا كان أحمد القدور ورفاقه يعتبرون أنفسهم مظلومين نتيجة لموقف الأشوه من سائر المطلوبين في سائر المدن والقصبات والأقضية والمحافظات، فلماذا يتحولون من ضحايا إلى جلادين ويتسببون في إذلال طرابلس، القلعة الوطنية العربية الصامدة؟
إن “المطلوبين” ينتقلون يوماً بعد يوم إلى موقع المتواطئ مع النظام وأجهزته القمعية… وهم بهذا خسروا قضيتهم سلفاً، هذا إذا كان لهم – في الأصل – قضية. فالناس مع المظلوم بمقدار ما يلجأ المظلوم إليهم ويقنعهم بعدالة قضيته، ويعري أمامهم ظالمه، مثبتاً لهم إن ظالمه هو ظالمهم ذاته، وإنه ما ظلمه إلا لأنه واحد منهم، يعيش همومهم وله الطموحات والآمال والأهداف نفسها،
والسياسيون، عموماًن يظهرون – من خلال إهمالهم لمعالجة القضية أو سكوتهم عن تفاقمها ناهيك بالمحرضين على تصاعدها – شركاء فعليون في الجريمة التي يذهب ضحيتها الطرابلسي الطيب، الوطني، الشريف والذي لا يطمح الآن إلا إلى الأمن والسلامة الشخصية.
إن ما يجري في طرابلس ولطرابلس هو – في التحليل الأخير – ضرب للحركة الوطنية في لبنان، وضرب لإرادة التغيير، ضرب لعروبة لبنان،
فتشويه سمعة طرابلس بتصويرها وكراً للإجرام وللمجرمين،
وترك المطلوبين يمارسون فيها الإرهاب المكشوف، بلا معالجة أو مشروع معالجة،
وترك السياسيين، بأغراضهم الرخيصةن يستثمرون تردي الأوضاع فيها لمآربهم الذاتية ولمصالحهم الانتخابية فحسب،
إن هذه الوقائع جميعاً ترسم صورة واضحة الملامح للمؤامرة المدبرة ضد طرابلس،
وفي غياب دولة حريصة على الوطن والمواطن، وسلطة لها توجه وطني، لا تبقى من جهة يمكن التوجه إليها غير الحركة الوطنية، بفصائلها المختلفة.
وعلى هذه الحركة، وعليها وحدها، أن تبادر – وبجرأة – لإنقاذ طرابلس، وإلا خسرنا طرابلس، وخسرنا الحركة الوطنية، ولم يبق لنا إلا أحمد القدور وشركاه…
فهل تتحرك الحركة الوطنية، قبل فوات الأوان؟
الكلمة لها، الآن ، وكذلك القرار الخطير.

Exit mobile version