طلال سلمان

على الطريق المعادلة والخيار

بمقدار ما يكون لبنان “فلسطينياً” تكون بقية الأقطار “عربية” في معاملها معه.
فلبنان الملتزم بفلسطين ، ولو بالحد الأدنى للالتزام، يجبر سائر الحكام العرب على الالتزام بموجبات “العروبة”، ولو بحدها الأدنى.
فلا يستطيع حاكم مصر، أو حتى اليمن، أن يتجاهل مطالب – بل حقوق – لبنان الفلسطيني، لأن التجاهل هنا خروج علني على العروبة نفسها، العروبة كانتماء وكهوية وكمطامح جماهيرية مشروعة في غد أفضل.
أما لبنان “اللبناني”، لبنان مركز السباحة والاصطياف وسرية المصارف والبورصة والمضاربات العقارية، فهو يعني غير المنتمين من العرب إلا إلى أموالهم ومصالحهم الذاتية.
إنه لا يعني المواطن العربي في سوريا، أو في العراق، أو السعودية، أو ليبيا، أو مصر… ولا يعني بالتأكيد الفلسطيني.
إضافة إلى أن هذا “اللبنان” لا يعني المواطن العربي في لبنان ذاته، أما لبنان الفلسطيني فيعني هؤلاء جميعاً، ومن هنا يكون اضطرار الحكام العرب إلى تلبية طلباته والمبادرة إلى التعهد بمساعدته في جميع الميادين، بما في ذلك الميدان العسكري..
والمعادلة ليست بين أن يكون لبنان فلسطينياً، وبالتالي مهدداً في وحدة أراضيه وسلامته الوطنية، وربما في وجوده ذاته، أو أن يكون “لبنانياً” وحسب، كشرط لسلامة الأرض والوجود كما يدعي الانعزاليون وأبناء طبقة الأربعة بالمئة ممن لا وطن لهم أصلاً.
وإنما المعادلة بين أن يكون لبنان منتمياً بكل ما يعني الانتماء من حقوق وواجبات، أو يكون بلا هوية وبالتالي بلا قضية وبلا حق في أن يطالب بقية العرب بأي شيء.
أما أن يكون لبنان فلسطينياً في المطالبة وفي تحصيل الحقوق ثم يرتد “لا منتمياً” عندما تحين ساعة الواجب فذلك مرفوض من كل الأطراف…
ولبنان الفلسطيني، والعربي والمتصدي لإسرائيل هو الوطن.. وهو الوطن لمواطنه كما للمصري وللسوري والعراقي واليمني الخ.
أما لبنان الآخر، لبنان المقهى والملهى والشقة المفروشة والبورصة والسمسار، فمدينة مفتوحة لكل قادر الحق في أن يدخلها… بما في ذلك إسرائيل.
وهذا هو الخيار، محدداً، أمام لبنان الآن.

Exit mobile version