طلال سلمان

على الطريق العودة إلى برّ مصر

أين تقف مصر اليوم، بعد عشر سنوات ونيف على “معاهدة السلام” مع العدو الإسرائيلي؟!
أينها من العرب، واين العرب منها؟!
أينها من العدو الإسرائيلي ذاته، وأين منها العدو ومعه الضامن والكفيل لاتفاقات كامب ديفيد؟!
أينها من الولايات المتحدة الأميركية وأين واشنطن منها ومن همومها الثقيلة، ما نجم عن “الحرب” ثم ما نجم عما سمي سلاماً وهو الأخطر والأمر؟!
ثم.. ماذا يجري في بر مصر الآن؟
أين يقف النظام من تاريخه، إذا ما اعتبرناه امتداداُ لثورة 23 يوليو؟!
هل يرى في نفسه إنه مجرد استمرار لأنور السادات، مطالب ومقيد بأن يكمل ما بدأه؟!
أم تراه يقفز من فوق سلفه ليصل إلى الغائب – الحاضر جمال عبد الناصر فيتخذه المثال والقدوة؟!
أم إنه لا هذا ولا ذاك، يأخذ من كل منهما ما يناسبه، ثم يأخذ من غيرهما ممن سبقه، لكي يواجه مشكلات حاضره ومعضلات المستقبل؟!
وأين يقف من القوى السياسية المتعددة الاتجاهات والانتماءات الفكرية؟!
هل يمكن اعتبار حرية التعبير التي أطلقها على مداها تقريباً، توكيداً لنزعة ديموقراطية فيه، أم هي وسيلة لضبط الصراع وإبقائه داخل قبضة النظام لا يخرج عنه أو عليه وإن منحه شهادة حسن سلوك وأضفى عليه ملامح الحكم والمرجع الصالح لمجموع رعاياه؟!
ما هو موقفه من القوى القومية، وفي موقع الصدارة منها “الناصريون” سواء انتظموا في حزب أم توزعوا على أكثر من حزب “ناصري” إضافة إلى تواجدهم في الأحزاب الأخرى؟!
وما هو موقفه من التيارات الإسلامية بدءاً بالأخوان المسلمين وانتهاء بتنظيمات “الجهاد” و”الناجين من النار” وسائر السلفيين؟!َ هل يستمر على سياسة السادات في تشجيعها مع السعي لضبط نموها لتظل كرباجاً في يده ضد “القوى الديموقراطية” من ماركسيين وناصريين وعلمانيين، أم هي قد تضخمت بحيث صارت خطراً على النظام ومصر المحروسة ، ذاتها؟!
لقد أمضى رئيس تحرير “السفير” أسبوعين في مصر يبحث عن أجوبة لسيل من الأسئلة والتساؤلات التي تشغل بال العرب جميعاً، وتشغلنا أكثر قليلاً في بيروت، ربما بسبب تلك العلاقة التاريخية الخاصة بين العاصمتين اللتين تكاملتا ماضياً في الدور فكانتا الصوت والصدى، السيف والقصيدة،
التقى عدداً كبيراً من المسؤولين، رسميين وشعبيين، وأجرى عشرات المقابلات مع مفكرين وكتاب وأدباء وصحافيين وفنانين، وكذلك مع قياديين في الأحزاب العلنية أو مع متصلين بقيادات التنظيمات السرية، أو “المحجوبة عن الشرعية” كما تسمى في مصر،
ولقد كتب انطباعاته وخلاصة لقاءاته في سلسلة تحاول أن تشرح ما يحدث في مصر الآن،
على الصفحة الثامنة، الحلقة الأولى من “العودة إلى بر مصر”، وقد أخرت الأحداث في “الشرقية” نشرها أسبوعين أو يزيد.

Exit mobile version