طلال سلمان

على الطريق الضمان الدائم

أهم من البيان اللبناني – السوري المشترك الزيارة نفسها،
وأهم من زيارة الرئيس فرنجية لدمشقن ذلك الجهد السوري الدؤوب الذي سبقها واستمر متصلاً طوال فترة تفجر الأزمة حتى جعل الزيارة ممكنة ويسر أمر صدور البيان المشترك بما تضمنه من إعلان رسمي لانتهاء “الحرب اللبنانية”.
وأهم من هذا كله، ومما سيليه سواء على صعيد “الانجازات” الداخلية أو على صعيد “ضبط” العلاقات مع المقاومة الفلسطينية، القناعة التي ترسخت لدى شعب لبنان ، بمختلف أحزابه وهيئاته وفئاته، حول “ضمانات” الكيان اللبناني.
لقد سقطت، وإلى الأبد، تلك المقولات عن “الضمانات الأجنبية” وعن “حماة لبنان” من “رسل الحضارة الغربية” كما كانوا يسمونهم.
وثبتت في عقل كل مواطن وفي ضميره وفي وجدانه البديهية القائلة إن الكيان اللبناني “واقع عربي” وبالتالي فإن أمنه وسلامته، وحتى ممارسته لسيادته، كل هذا مسؤولية عربية.
وقدر سوريا تاريخياً ، إنها – بالنسبة للبنان – كل العرب، أو أكثريتهم.
بهذا المعنى نفهم ضمانها “المستتر” للانجازات التي تعهد بها أهل النظام لحسم الشق الداخلي من الأزمة، وضمانها العلني لتنفيذ اتفاق القاهرة نصاً وروحاً.
إنها ضمانة عربية لواقع عربي،
وصحيح إن ثمة من يحاول توظيف الضمانة العربية لتكريس بعض الامتيازات الطائفية في لبنان، لكن عروبة 1976 أقوى بكثير من المحاولة والمحاولين،
فالعروبة هي التقدم وهي الوحدة وهي المستقبل الأفضل، وليست ولا يمكن أن تكون حليف الرجعيين والطائفيينز
وهذا هو الضمان الأساسي والدائم للبنان، كما لسوريا، كما للمقاومة الفلسطينية.

Exit mobile version